أحالت عناصر الدرك الملكي بإقليم الفقيه بن صالح، مساء السبت الماضي، شخصين ينتميان إلى عصابة إجرامية متخصصة في السطو، كانت آخر عملياتها السطو على وكالة بنكية لتحويل الأموال ومحلات تجارية، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالمدينة. متهم بالسطو على وكالة لتحويل الأموال خلال عملية تمثيله للسرقة توبع المتهمان من أجل جنايات "تكوين عصابة إجرامية متخصصة في السرقة الموصوفة بجناية، وتعدد السرقات باستعمال ناقلة ذات محرك، والضرب والجرح"، في حين صدرت مذكرة بحث وطنية في حق أربعة عناصر أخرى، جرى تحديد هويتهم من قبل العناصر الدركية. وكانت العصابة، المكونة من ستة أفراد (اثنان في حالة اعتقال وأربعة في حالة فرار)، نفذت عملية سطو على وكالة بنكية متخصصة في تحويل الأموال، ومحلين تجاريين في 24 دجنبر 2013، بمركز حد بوموسى التابع لتراب إقليم الفقيه بن صالح. وتعود أطوار الملف إلى ليلة الثلاثاء 24 دجنبر 2013، وصباح الأربعاء 25 دجنبر 2013 في حدود الساعة الواحدة والنصف، حين قامت عصابة إجرامية مكونة من ستة أشخاص، يتزعمهم العقل المدبر المدعو (ش.ل)، المتحدر من مدينة بركان، بمساعدة شركائه (س.ب) و(ز.ح)، وشقيقه (ا.ح) و(م.م)، بالإضافة إلى عنصر آخر، بتكبيل حارس ليلي والاعتداء عليه بالضرب بمركز جماعة حد بوموسى، قبل اقتحام محل لتلحيم الحديد، والاستيلاء من داخله على أدوات العمل، بهدف استغلالها في كسر أقفال وأبواب وخزائن المحلات المستهدفة من العمليات، التي جرى التخطيط لها بعناية فائقة، حيث البداية كانت بقطع التيار الكهربائي عن جهاز الإنذار وكاميرا المراقبة الخاصة بوكالة لصرف وتحويل الأموال (مونيغرام)، التي تمكن أفراد العصابة من كسر خزانتها الحديدية، والاستيلاء من داخلها على حوالي 30 مليون سنتيم، قبل اقتحام محل لبيع السجائر (صاكة)، والسطو من داخله على عدد كبير من علب السجائر والتبغ، وبطاقات التعبئة الهاتفية، قدر مبلغها الإجمالي بحوالي 14 مليون سنتيم، وأنهى اللصوص عملهم باقتحام محل لبيع المواد الغذائية، تمكنوا من داخله من الاستيلاء على مبلغ يناهز ألفي درهم. هذه العمليات استنفرت مختلف أجهزة الدرك الملكي بإقليم الفقيه بن صالح، التي هرعت إلى مكان اقترافها، حيث تمكنت في ظرف قياسي من التعرف على هوية المشتبه به الرئيسي، وتتبع تحركاته وتنقله إلى مدينة بركان، حيث فر مباشرة بعد إنهاء عمليات السرقة، واقتسام الغنائم بين أفراد العصابة. ومكنت الأبحاث التي باشرتها عناصر الدرك الملكي بمركز حد بوموسى، بمؤازرة من عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بسرية الفقيه بن صالح، من خلال استعمال أحدث تقنيات البحث، من إيقاف كل من الظنينين(م.م) و(ا. ح) بمركز حد بوموسى، في حين تم تعميم برقيات بحث على مختلف مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني عبر أرجاء المملكة، من أجل إيقاف بقية العناصر، التي يشتبه في تورطها في عمليات السرقة، التي هزت أركان قرية حد بوموسى بالفقيه بن صالح. يذكر أن دورية ليلية تابعة للمركز الترابي للدرك الملكي بالفقيه بن صالح كانت حجزت، أخيرا، كميات مهمة من المخدرات على متن سيارة مرقمة بالخارج، تمكن أصحابها من الفرار وسط حقول الزيتون بجماعة لكريفات. وأكدت مصادر مطلعة أن حجز المخدرات جاء بعدما أثار وجود سيارة مرقمة بالخارج، في 11 ليلا، الشكوك في منطقة معزولة ومظلمة بالقرب من المركز الفلاحي 308، وانتباه دورية ليلية عادية لعناصر المركز الترابي للدرك الملكي، ما دفعهم للتوجه نحوها، في محاولة للتحقق من هوية ركابها، لكن السيارة المذكورة انطلقت بسرعة كبيرة هروبا من دورية عناصر الدرك، قبل أن تصاب بعطب وسط أحد الحقول، ليتمكن اثنان من ركابها من الفرار بين الأشجار، وبعد تفتيش السيارة جرى حجز 130 كلغ من مخدر الكيف "سنابل"، و30 كلغ من التبغ المهرب، وكلغ واحد من مخدر الشيرا.