نظم صندوق الأممالمتحدة للسكان، بشراكة مع الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بفاس، الثلاثاء الماضي، دورة تكوينية لفائدة الإعلاميين المغاربة حول موضوع "التربية الجنسية والإنجابية" وتتوخى الدورة تعزيز معارفهم في تتبع ومواكبة تحديات السكان والتنمية بالمغرب، من جهة، وإحاطتهم بالتقنيات والمعارف الضرورية والأدوات المنهجية للتوعية بشأن الأسئلة المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، من جهة ثانية. وشمل برنامج هذه الدورة التفاعلية مجموعة من المواضيع المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية، وكيفية مساهمة وسائل الإعلام في توعية وتحسيس المجتمع بما هو وقائي وعلاجي لبعض الأمراض الفتاكة مثل السيدا، والتحسيس ببعض الظواهر الاجتماعية، كزواج القاصرات وتأثيره على صحة الأم والطفل، والإجهاض غير القانوني، ووفيات الأمهات والأطفال أثناء الولادة، والعنف المبني على النوع، والتربية الجنسية وداء السيدا. وفي عرض شامل حول هذه المواضيع، قدمته فدوى بخاد، المديرة التنفيذية للجمعية المغربية لتنظيم الأسرة خلال الدورة، أوضحت أن عدد الأمهات العازبات في المغرب بلغ، سنة 2009، حسب دراسة للمعهد الوطني للتضامن مع النساء في وضعية صعبة، ما مجموعه 27 ألفا و199 امرأة، فيما بلغ عدد الأطفال المتخلى عنهم 8 آلاف و760 طفلا، و61 في المائة من الأمهات العازبات تقل أعمارهن عن 26 سنة، و32 في المائة منهن تتراوح أعمارهن بين 15 و20 سنة. وأضافت أن الدراسة سجلت أن العاملات الموسميات يشكلن 56 في المائة من الأمهات العازبات، وأن موضوع الأمهات العازبات مرتبط بالأطفال المتخلى عنهم والذي يصل في المتوسط إلى 23 طفلا في اليوم. وتوقفت المديرة التنفيذية للجمعية عند إشكالية غياب التربية الجنسية عند الشباب في سن المراهقة، وغياب الحديث عن هذا الموضوع في البيت، مشيرة إلى أن الآباء يجدون صعوبة في تزويد أبنائهم بالمعلومات الضرورية في هذا الجانب. من جهة ثانية، أشارت بخاد إلى مخاطر الإجهاض غير القانوني، الذي يمنعه القانون المغربي، والذي لا يسمح به إلا في الحالات، التي يشكل فيها الحمل خطرا على صحة وحياة الأم. وعن وفيات الأمهات، أفادت أنه، رغم التقدم الحاصل في التقليص في معدل وفيات الأمهات، إلا أنه مازال مرتفعا، إذ وصل إلى 112 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة حية، حسب بحث وطني للمندوبية السامية للتخطيط سنة 2011. أما زواج القاصرات، تضيف المديرة التنفيدية للجمعية، فإنه في ارتفاع مستمر، إذ بلغ عددهن سنة 2010 ما مجموعه 41 ألفا و98 عقد زواج، مقابل 33 ألفا و253 عقدا سنة 2009، حسب دراسة لوزارة العدل سنة 2011، فيما بلغ عدد وفيات الأطفال الرضع 29 في كل 1000 ولادة حية. وفي الجانب المتعلق بداء السيدا، أبرزت بخاد أن عدد حالات الإصابة بهذا الداء وصل إلى 30 ألف حالة إصابة نهاية سنة 2012، مبرزة أن 67 في المائة سجلت بين سنتي 2001 و2007، ليرتفع العدد إلى 25.6 في المائة بين 2007 و2012، مشيرة إلى أن التقديرات الأخيرة أظهرت أن عدد حالات المتعايشين مع السيدا انتقل من 14 ألفا و500 حالة سنة 2003 إلى 22 ألفا و300 حالة نهاية 2007 ، وفي سنة 2012، بلغ 30 ألف حالة، بمعدل وفيات يقدر ب4 حالات في اليوم. وخلصت المديرة التنفيذية للجمعية إلى أن الحق في الصحة الجنسية حق من حقوق الإنسان الأساسية، داعية إلى النهوض بالتربية الجنسية الإنجابية بين الشباب، وتوعية الرأي العام حول أخطار الإجهاض غير القانوني، وتعزيز الجهود للتقليص من عدد وفيات الأمهات والأطفال، وكسر جدار الصمت حول داء السيدا. يذكر أن صندوق الأممالمتحدة للسكان يعنى بمجالات أساسية، هي الصحة الإنجابية، وتعزيز استراتيجيات التنمية والإسكان، وتشجيع التوعية على مشاكل الإسكان والتنمية٬ كما يعمل على صياغة خطط وبرامج وطنية بشأن الشيخوخة.