أفادت مصادر جمعوية أن عدد الأمهات العازبات تجاوز 27 ألف أم في المغرب، حسب دراسة أنجزت سنة 2009، وأن عدد الأطفال المتخلى عنهم بلغ 8 آلاف و760 طفلا في السنة نفسها، أي بمعدل 24 طفلا كل يوم. ونظمت، أمس الخميس بالدارالبيضاء، ندوة مغاربية حول نظام التكفل والدفاع عن حقوق الأم العازبة وطفلها في البلدان المغاربية، بدعم من الاتحاد الأوروبي، ووكالة الأممالمتحدة للمرأة، وبشراكة مع "جمعية الصحة جنوب" (فرنسا)، وجمعية "نجدة النساء في شدة "بالجزائر، و"شبكة جمعيات أمين للطفولة بتونس". وقال عمر الكندي، رئيس جمعية إنصاف، خلال الندوة، إن دراسة أنجزت سنة 2009 تشير إلى وجود 27 ألفا و199 أما عازبة، وأن "العدد يمكن أن يكون أكثر، لأن العديد منهن لم يخضعن للإحصاء"، موضحا أن أغلبية الأمهات يتمركزن في مراكش وجهة سوس ماسة والدارالبيضاء وطنجة، وهي المناطق التي تشهد نموا اقتصاديا مهما على الصعيد الوطني. وتشير الإحصائيات، التي قدمها الكندي، إلى أن 80 في المائة من الأمهات العازبات غير متزوجات، فيما تتشكل نسبة 10 في المائة من الأمهات العازبات من النساء المطلقات، ويعيش أغلبهن في الأحياء الشعبية وفي الدور الصفيحية. وتحدث الفاعل الجمعوي، خلال مداخلته، عن فئة الخادمات القاصرات، اللواتي يمثلن 45 في المائة من الأمهات العازبات، مشيرا إلى أن الظاهرة تجاوزت حالات الفتيات اللواتي يتوفرن على مستوى دراسي ضعيف ومتوسط، لتغزو المستوى الدراسي العالي، مستحضرا حالة طالبة جامعية أنجبت رضيعا خارج إطار الزواج، وفضلت الاحتفاظ به. وتشير بيانات جمعية إنصاف، استنادا إلى دراسة أنجزت سنة 2009، إلى أن 153 طفلا يولد كل يوم خارج إطار الزواج، ويقع التخلي عن 24 في المائة منهم، كما توضح الدراسة أن نسبة 82،5 في المائة من الأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج يعيشون مع أمهاتهم، وثلثهم يوجه للجمعيات. وحول التعاون الذي يمكن الاعتماد عليه بين جمعيات العاملة بالمغرب، والجزائر، وتونس، وفرنسا، قالت صبرينة وارد، مكلفة بمشروع الأمهات العازبات بالجزائر، من جمعية "نجدة نساء في شدة"، ل"المغربية" إن المشروع المغاربي يهدف إلى مساعدة الأم للاحتفاظ برضيعها، موضحة أن أول برنامج خصص للتعاون على مستوى دول المغرب العربي، هو إنجاز دراسة حول حالة الأمهات العازبات في المغرب، وتونس والجزائر، ثم برامج تدريبية للفاعلين المهتمين بالتكفل، ثم مشروع الإدماج في العمل، لكن هذا غير كاف، إذ لا بد أن يكون للمرأة حقوق. وأضافت وارد أن الجزائر لا تتوفر على إحصاء يخص الأمهات العازبات، وأن الحديث عن الظاهرة يجري في إطار الاهتمام بالعنف ضد المرأة، إذ كشفت دراسة أنجزت في أكتوبر الماضي عن وجود حوالي 20 ألف معنفة بالجزائر، مع الحديث عن 5 آلاف مولود غير شرعي سنويا.