سجل المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، خلال سنة 2012، وقوع ألفين و346 حالة تسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون، توفي خلالها 21 شخصا. وتتزايد حوادث التسممات بغاز أحادي أوكسيد الكربون، الناجم عن سخانات الماء أو أجهزة التدفئة، التي تشتغل بالغاز أو الفحم "المجمر"، خلال فصلي الخريف والشتاء، خصوصا شهري دجنبر ويناير. وربطت رشيدة أغندوس، مهندسة رئيسة متخصصة في التسممات بالغاز بالمركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية، ارتفاع الحوادث في هذين الفصلين بانخفاض درجة الحرارة، ما يجعل المواطنين يلجأون بكثرة إلى استعمال وسائل تدفئة تشتغل بالغاز، أو أخرى تقليدية مثل "المجمر"، وبالتالي، يكونون معرضين أكثر لحوادث التسممات بالغاز، خاصة مع انعدام التهوية الكافية. وذكرت أغندوس، في تصريح ل"المغربية"، أن جهة مكناس تافيلالت تأتي في المرتبة الأولى من حيث الجهات التي تسجل بها حوادث التسمم بالغاز بكثرة، تليها جهة طنجةتطوان، ثم جهة تادلة أزيلال. وأوضحت أنه، خلال استعمال وسائل التدفئة إلى جانب سخانات الماء، يعمل المواطنون على إغلاق جميع المنافذ، فتغيب منافذ التهوية، ما يؤدي إلى نقص في الأوكسجين داخل المنازل، ويؤدي إلى إفراز غاز أحادي أوكسيد الكربون، ما يتسبب في حوادث تسمم، قد تؤدي إلى الوفاة. وشددت أغندوس على أنه، رغم برودة الطقس، لابد من الحرص على أن تكون التهوية كافية بجميع فضاءات المنازل، وكذا توفر معايير السلامة والجودة في سخانات الماء وآلات التدفئة المستعملة، وتركيبها من طرف متخصصين، في مكان يمتاز بتهوية جيدة وكافية. ونصحت المهندسة المتخصصة المواطنين بعدم ترك آلة التدفئة مشتغلة في الليل، عندما يخلد مستعملها للنوم، إضافة إلى إبعاد "المجمر" عن فضاء المنزل. ولتفادي الوقوع في حوادث التسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون، دعت إلى الحرص على عدم تركيب سخان الماء داخل الحمام، والعمل على صيانة ومراقبة هذه الآلة ولو مرة واحدة في السنة من طرف تقني متخصص. كما نصحت رشيدة أغندوس في حالة حدوث التسمم بالغاز، بالإسراع بتهوية المكان حيث توجد الضحية، لضمان دخول أوكسجين كاف، والعمل على توقيف مصدر انبعاث الغاز، مشيرة إلى أن المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يوفر أطباء متخصصين في مجال التسممات، يؤمنون مداومة طبية على مدار 24 ساعة، ويمكن لأي شخص أن يتصل بهم في حالة وقوع تسمم أو دون وقوعه، للاستفسار عن المعلومات المرتبطة بهذه الحوادث، وكيفية التدخلات، على الرقم 0801000180. وأفادت المسؤولة ذاتها أن حالات التسمم ترد على المركز بطريقين، إما عن طريق الاتصال بالمركز من خلال خط المداومة المذكور، أو عن طريق المصالح الطبية في المغرب، التي تزود المركز شهريا، باستمارة عن كل حالة تسمم تسجل لديها، موضحة أن المركز ينظم حملات تحسيس بخطورة هذه الحوادث، وله شراكات، على رأسها شراكة مع وزارة التربية الوطنية. وأضافت شارحة "كل سنة نزور جهة معينة، وفي الوقت نفسه، نشتغل مع باقي الجهات، إذ نوفر درسا نموذجيا إلى جانب ملصقات، نزود بها الأكاديميات التعليمية، التي تتولى توزيعها على جميع المؤسسات التعليمية، ويتولى أساتذة علوم الحياة والأرض تلقين هذا الدرس للتلاميذ، وبهذه الطريقة، يمكن للمعلومات أن تصل إلى جميع التلاميذ، كما أن التجربة بينت أن هذه الرسالة التي نلقنها للتلاميذ، تصل في كثير من الأحيان إلى أسرهم بطريقة سهلة جدا". وقالت أغندوس إن "المركز الوطني لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية يبرمج، أيضا، أياما تحسيسية، إذ يجمع جميع الشركاء، الذين لديهم دور في عملية التحسيس، إلى جانب الأطباء، الذين نزودهم بملصق يبين كيفية علاج الأشخاص، الذين يتعرضون للتسمم بالغاز، حتى يكون العلاج موحدا على صعيد جميع مستشفيات المغرب". وذكرت أن آخر يوم تحسيسي نظمه المركز كان بخصوص سخان الماء، وأضافت "لاحظنا أن التسمم الذي يقع بجميع الآلات التي تشتغل بالغاز يحدث أكثر بآلة تسخين الماء، لذا خصصنا هذا اليوم التحسيسي لهذا الموضوع تحت شعار "سخان الماء من الألف إلى الياء"، وحاولنا أن نحيط بجميع المشاكل المرتبطة باستعمال هذه الآلة".