قتل ما لا يقل عن 300 شخص وأصيب نحو 500 آخرين من المدنيين والعسكريين في أعمال العنف التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان على مدار اليومين الماضيين، بحسب مصادر طبية غير رسمية. المعارك الداخلية تبدأ في دولة جنوب السودان (خاص) كانت وزارة الصحة في جنوب السودان أعلنت أمس أن الحصيلة الرسمية لأعداد القتلى بلغت 66، فيما تحدثت مصادر طبية عسكرية عن مقتل 120 شخصا حتى التوقيت نفسه. وشهد سكان عاصمة جنوب السودان، مساء أمس، ليلة هادئة منذ "محاولة الانقلاب" التي تحدثت عنها السلطات هناك، قبل أن تبزغ شمس نهار يوم الأربعاء، الذي عادت فيه الحياة إلى طبيعتها ولكن "على استحياء"، تحسبا لأي طارئ جديد، حيث بدأ المواطنون يتوجهون منذ ساعات الصباح إلى أعمالهم. يأتي ذلك بعدما دعا مايكل ماكوي، وزير الاستعلامات في مؤتمر صحفي بالعاصمة أمس، المواطنين، إلى التوجه لأعمالهم بصورة طبيعية بدءا من اليوم الأربعاء، متحدثا أيضا عن استئناف الرحلات الجوية من وإلى جوبا عبر مطارها اليوم. في هذه الأثناء، أعلنت الأممالمتحدة في بيان لها، أول أمس الثلاثاء، عن نزوح نحو 10 آلاف مدني إلى قاعدتين لها في العاصمة، في وقت ذكر توبي لانزر، وهو مسؤول رفيع في البعثة الأممية في جويا، في تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "هناك ما يزيد عن 13 ألف شخص وصلوا إلى مجمعات الأممالمتحدة بالفعل، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال". وكانت وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، بدأت الاقتتال ليلة الأحد الماضي، واستمرت حتى يوم الاثنين، الذي أعلن فيه رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، "بسط الحكومة لكامل سيطرتها بعد محاولة انقلاب فاشلة، تم القبض على بعض منفذيها"، قبل أن يتجدد إطلاق النار والانفجارات على نحو متقطع حتى مساء أول أمس الثلاثاء. واتهم سلفاكير، في مؤتمر صحفي عقده، مرتدياً الزي العسكري، نائبه السابق ريك مشار ومجموعته، بالوقوف وراء محاولة انقلاب "فاشلة"، معلناً فرض حالة الطوارئ في جوبا، وحظر التجوال بدءا من الساعة السادسة مساء أول أمس (15 تغ) حتى السادسة صباحا (3 تغ)، دون أن يحدد أمداً لانتهاء الحظر والطوارئ. من جهته، حث البيت الأبيض جميع الأطراف (المتنازعة) في جنوب السودان على التوصل إلى تسوية خلافاتهم "بشكل سلمي وديمقراطي"، معربا عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع في البلاد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض إن "الأوضاع زادت سوءا، ونحن نعرب عن القلق العميق إزاء التطورات في جنوب السودان" بحسب ما نشره في الإيجاز الصحفي اليومي للبيت الأبيض. وأشار كارني إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "تراقب الوضع عن كثب، وتحث جميع الأطراف (المتنازعة) في جنوب السودان على التوصل إلى تسوية خلافاتهم بشكل سلمي وديمقراطي". وكانت الخارجية الأمريكية أمرت موظفيها (غير الأساسيين) في السفارة الأمريكية في جنوب السودان بمغادرة البلاد؛ وأصدرت تحذيرا جديدا للأمريكيين في جوبا بعدم التحرك داخل العاصمة، التي تواجه "اضطرابات سياسية واجتماعية". وطالبت الخارجية في رسالة التحذير "رعاياها الذين يختارون البقاء في جنوب السودان على الرغم من هذا التحذير بمراجعة وضع أمنهم الشخصي وإعادة النظر بجدية في خططهم للبقاء"، بحسب بيان نشرته السفارة الأمريكية في جوبا، اليوم الأربعاء، على موقعها الإلكتروني على الإنترنت. ومن جانبها نصحت السفارة الأمريكية رعاياها في جنوب السودان "بالمغادرة فورا" من العاصمة جوبا، حيث وردت تقارير عن إطلاق للنار وقصف بمدافع الهاون؛ وذلك على حسابها على صفحة التواصل الاجتماعي تويتر.