دفع الكشف عن خطط لمسلحي تنظيم "داعش" بمهاجمة سجون بشمال العراق وتحرير المدانين فيها من عناصر تنظيم القاعدة وبينهم أمراء، السلطات إلى نقل عشرات منهم من سجون محافظة نينوى الشمالية إلى سجن بمدينة السليمانية بأقليم كردستان. سجن أبو غريب بعد اقتحام القاعدة له (خاص) قالت مصادر كردية إن السلطات الأمنية العراقية نقلت عشرات المعتقلين العرب المدانين بالإرهاب بينهم قادة بارزون في تنظيم القاعدة والصادرة بحقهم عقوبات مشددة بينها الإعدام من سجن بادوش في محافظة نينوى (375 كم شمال غرب بغداد) إلى سجن سوسة في محافظة السليمانية (330 كم شمال شرق بغداد) بإقليم كردستان وسط إجراءات أمنية مشددة. وأشارت إلى أن قوات مشتركة من الجيش وقيادة عمليات نينوى والشرطة الاتحادية قامت بعملية نقل السجناء الخطرين والصادرة بحقهم أحكام مشددة وبينهم عرب الجنسية من سجن بادوش إلى سجن سوسة في السليمانية. وأوضح أن عدد السجناء يبلغ أكثر من 40 مدانا، حيث تم نقلهم وسط إجراءات أمنية مشددة استخدمت فيها العجلات المدرعة لتامين الطريق بين المحافظتين. ومن جانبه قال مسؤول أمني إن نقل المعتقلين جاء لأسباب احترازية بعد وردود معلومات استخبارية تؤكد تخطيط مسلحي جماعة دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" للقيام بعملية اقتحام لسجن بادوش وسجون أخرى في محافظات شمالية وإطلاق سراح السجناء. وقال إن عملية النقل تمت بالتنسيق بين الحكومتين الاتحادية في بغداد والكردستانية في أربيل، موضحا في تصريح نشرته وكالة " السومرية العراقية" الليلة الماضية أن نقل المسجونين جاء كإجراء احترازي لمنع حدوث أي خرق أمني مثل الذي حدث في سجني أبو غريب والتاجي قبل أشهر. يذكر أن سجن بغداد المركزي "أبو غريب سابقا" في قضاء أبو غريب بضواحي بغداد الغربية وسجن الحوت في قضاء التاجي بشمالها تعرضا في يوليوز الماضي إلى قصف بقذائف الهاون أعقبه هجوم نفذه مسلحون مجهولون مع حراس السجنين في محاولة لاقتحامهما، فيما أثار النزلاء في السجنين أعمال شغب وقاموا بحرق عدد من القاعات ما أسفر عن هروب مابين 500 إلى 1000 نزيل من سجن أبو غريب المركزي معظمهم من أمراء وقادة تنظيم القاعدة، فيما تبنى تنظيم القاعدة عملية اقتحام السجنين واصفاً إياها ب"الغزوة". وكانت آخر معلومات رسمية اطلعت عليها "إيلاف"، أخيرا أشارت إلى أن العدد الكلي للسجناء العرب كان يبلغ قبل عدة أشهر حوالي 300 سجينا مدانا معظمهم بالإرهاب وينتمون إلى تنظيم القاعدة. وعن أسباب إعلان مسؤولين عراقيين أرقاماً متباينة لعدد السجناء، قال مصدر أمني عراقي إن هذا أمر طبيعي لأن الأوضاع الأمنية سواء في الشارع عموماً أو داخل السجون لم تأخذ طابع الاستقرار التام في ظل تحركات وضربات توجهها تنظيمات إرهابية للسجون بين الحين والأخر. وأضاف أن عدد السجناء العرب كان كبيراً قبل عامين وتراجع إما بسبب تنفيذ إحكام الإعدام بحق بعضهم، خصوصاً أن اغلبهم موقوف بتهم تتعلق بالإرهاب وإما للإفراج عن البعض للآخر لعدم وجود أدلة ضدهم. وأوضح أن معتقلين عرباً آخرين جرى تسليمهم إلى بلدانهم بعد صدور قرارات عفو جمهورية بحقهم نتيجة تحركات دبلوماسية من قبل حكوماتهم، خاصة من هم من الفئة الثانية أي ممن لم يدانوا بقضايا تتعلق بالإرهاب أو لوجود اتفاقات تسليم سجناء مع بلدانهم. يأتي ذلك في وقت يكثف مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هجماتهم على أهداف استراتيجية في أجزاء من غرب العراق في الأشهر الثلاثة الماضية في محاولة لتحويل حلم الإمارة إلى حقيقة. وقال ضابط كبير في الشرطة الاتحادية حضر استجواب معتقلين من تنظيم القاعدة في بغداد أنهم يريدون إقامة دولة خاصة بهم على أرض الواقع وأضاف أنه في أواخر الشهر الماضي كشف الجيش عن خطة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام للسيطرة على بلدات قرب سوريا في محافظة الأنبار العراقية الغربية إضافة إلى المدينتين الرئيسيتين بالمحافظة وهما الرمادي والفلوجة وأحبطت الخطة بعد هجوم على مخيم في صحراء الأنبار قبل يومين من الموعد المقرر لتنفيذها. وقال الضابط إن المقاتلين كانوا يعتزمون مهاجمة مراكز للشرطة ومركز عمليات تابع للجيش يخدم أربع محافظات بغرب وشمال العراق، إلى جانب مبان حكومية في الرمادي وبلدات في الغرب. وكان من المفترض أن يشارك في الهجوم انتحاريون مترجلون وآخرون يقودون سيارات، فضلا عن استخدام صواريخ على غرار هجوم في تموز تم خلاله تهريب مئات السجناء من سجن أبو غريب ومثل أجرأ عملية ينفذها المتمردون في العراق، منذ أكثر من خمس سنوات.