أكد الرئيس النمساوي، هانز فيشر، أن النمسا والمغرب يتقاسمان القيم نفسها المعترف بها عالميا، المتمثلة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، ودولة الحق والقانون. وقال فيشر، لدى استقباله بالقصر الرئاسي بفيينا، أول أمس الثلاثاء، لرئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، الذي يرأس وفدا من المجلس يقوم بزيارة عمل للنمسا تستغرق ثلاثة أيام، إنه يتابع عن كثب التطور الديمقراطي بالمغرب، البلد الذي بقي بعيدا عن التوترات التي شهدتها بعض البلدان العربية. وأبرز الرئيس النمساوي العلاقات الراسخة بين البلدين، ودعا إلى تعزيز العلاقات الثنائية، سيما في المجال الاقتصادي في إطار شراكة مفيدة للطرفين. من جانبه، أبرز بيد الله العلاقات التاريخية والتقليدية وروابط الصداقة التي تجمع المغرب والنمسا، مذكرا، في هذا الصدد، بالمعاهدة التي تم التوقيع عليها قبل 230 سنة بين السلطان سيدي محمد بن عبد الله والإمبراطور جوزيف الثاني، والتي تجسد عراقة العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، أشاد بيد الله بالدور الذي تقوم به النمسا داخل الهيئات الدولية لترسيخ السلام والأمن الدوليين، داعيا إلى تعزيز الحوار بين الرباط وفيينا. وبهذه المناسبة، استعرض رئيس مجلس المستشارين التجربة الديمقراطية بالمغرب، التي تعززت بالمصادقة في استفتاء على دستور جديد سنة 2011، يؤكد على احترام حقوق الإنسان والحريات ويضمن المساواة بين الرجل والمرأة. وبخصوص الوحدة الترابية للمملكة، أكد بيد الله أن مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لوضع حد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يوفر الإطار الأمثل للتوصل إلى حل عقلاني وعادل وواقعي، يستجيب لتطلعات سكان المنطقة في ما يتعلق بتدبير شؤونهم في إطار من السلم والكرامة، تحت السيادة المغربية. كما تطرق إلى المغرب العربي، معبرا عن أسفه للوضع الحالي الذي يطبعه تباطؤ في المبادلات بين البلدان المغاربية، والذي يجعلها تخسر نقطتين من ناتجها الداخلي الخام، ويرهن مستقبل المنطقة. وأشار إلى أن الاندماج المغاربي يشكل رهانا لكافة شعوب المنطقة، بالنظر إلى تأثيره الإيجابي على الاقتصاد، والأمن والرفاه والديمقراطية والسلم العالمي. كما انكب على الوضع في منطقة الساحل التي تقع فريسة للإرهاب وكافة أنواع التهريب، مشيرا إلى أن أوروبا مطالبة بإيلاء أهمية خاصة للوضع في الساحل الذي يشكل تهديدا ليس فقط للمنطقة ولكن أيضا لأوروبا. يذكر أن هانز فيشر انتخب رئيسا لفدرالية النمسا في يناير 2004، وأعيد انتخابه لولاية ثانية من خمس سنوات في 25 أبريل 2010. ويتمتع فيشر، مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي، بشعبية واسعة، سيما لدى الشباب. جرى الاستقبال بحضور سفير المغرب بالنمسا، علي المحمدي، والمستشار الأول بالسفارة، محمد السلاوي. ويتكون وفد مجلس المستشارين، بالخصوص، من عبد الرحمان أوشن، الخليفة الخامس لرئيس المجلس، والمعطي بن قدور، رئيس فريق حزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الحميد السعداوي، رئيس الفريق الحركي، وحكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، ومحمد دعيدعة، رئيس الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية.(و م ع)