أدانت المحكمة العسكرية، أخيرا، بالسجن المؤبد عنصرا من القوات المساعدة "مخزني"، المتهم بقتل شابة بمدينة سطات، عثر على جثتها بأحد الحقول بحي علوان بالمدينة. المحكمة العسكرية وفي الإطار صورة الضحية لحظة العثور على جثتها (خاص) وتوبع المخزني المتهم، من أجل جناية "القتل العمد مع سبق الإصرار، والعلاقة غير الشرعية"، بعدما أحالته عناصر الشرطة القضائية الولائية بسطات على أنظار النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بسطات، التي أحالته بدورها على أنظار المحكمة العسكرية، من أجل الاختصاص. وتعود فصول القضية إلى صباح يوم الخميس 11 ابريل الماضي، عندما جرى العثور على جثة فتاة في عقدها الثاني وسط أحد الحقول "زنيكة" بحي علوان بمدينة سطات بالقرب من المصلى من طرف أحد الرعاة، الذي أشعر رجال الأمن بالواقعة. وانتقل رجال الأمن على الفور إلى مكان الحادث، وخلال المعاينة، تبين أن الضحية شابة تبلغ من العمر حوالي 24 سنة، وتدعى "غ.ح"، وتعمل بإحدى الشركات بالحي الصناعي ببرشيد، وتقطن بحي السلام بالقرب من مجمع الخير. وحسب مصدر مطلع، اختفت الشابة من منزل أهلها ثلاثة أيام قبل العثور عليها، حيث ظلت عائلتها تبحث عنها وحرر في حقها مذكرة بحث لفائدة العائلة، إذ عثروا على الجثة بكامل ملابسها ملقاة وسط الحقل في وضعية سجود وبها آثار طعنات سلاح أبيض، وبجانبها حقيبتها التي تم العثور بها على جميع لوازمها وأمتعتها، ونقودها وهاتفها المحمول، ما كشف لعناصر الشرطة، خلال البحث الأولي على أن الجريمة لم تكن بهدف السرقة. وفتح بحث معمق في الموضوع من طرف عناصر الشرطة القضائية بسطات، حيث تم التوصل، من خلال البحث والخبرة، التي أجريت لهاتف الضحية إلى رقم هاتف مشتبه به هو في ملكية شاب اتصل بالضحية يوم اختفائها، ليتم رصد تحركات الهاتف المشبوه، حيث تبين أنه سلك مسارا معينا يوم اختفاء الضحية من مدينة بن سليمان إلى مدينة سطات، التي ظل بها الهاتف ساعتين ثم إلى الدارالبيضاء ليصل إلى بن سليمان، ليظل بها. وانتقل المحققون إلى مدينة بن سليمان وهناك تم التوصل إلى حائز الهاتف المشتبه به، مساء يوم الاثنين 15 أبريل الماضي، ويتعلق الأمر بالمدعو "ع.ش"، شاب يبلغ من العمر 25 سنة، يتحدر من تاونات بنواحي مدينة فاس، ويعمل في صفوف القوات المساعدة بابن سليمان، بعدما انتقل من مدينة سطات، وبعد نصب كمين له، ألقي عليه القبض والبحث معه، كما تم حجز الهاتف المحمول لدى المشتبه به، واعترف بالمنسوب إليه، حيث إنه أقدم على قتلها بالمكان الذي عثرت فيه على الجثة، وتخلص من أداة الجريمة، بعيدا عن مكان ارتكابه للفعل الجرمي بأحد الحقول المجاورة. وبخصوص يوم ارتكاب الجريمة، اعترف المخزني المتهم أنه، خلال اليوم الذي ارتكب فيه الفعل الإجرامي كان يصادف يوم عمله، حيث حضر لقتل الضحية، ثم عاد إلى مكان عمله الذي التحق به على السابعة مساء. وأضاف المتهم أن علاقة غرامية كانت تربطه بالضحية دامت سنة ونصف السنة، وانتقلت معه عناصر الشرطة القضائية إلى مكان الجريمة، صباح يوم الثلاثاء 16 أبريل الماضي من أجل البحث عن أداة الجريمة، التي تم العثور عليها وسط أحد الحقول الزراعية، ويتعلق الأمر بسلاح أبيض من الحجم الصغير وبه آثار دماء الضحية، حيث وجه للهالكة 18 طعنة، ثلاث طعنات منها قاتلة أصابتها في الوريد والصدر والظهر، أصيبت على إثرها رئة الضحية بجرح غائر، كما كشفت الخبرة التي أجريت على دم وجد بحذائه الرياضي، أنه يعود للضحية.