قالت نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة داء السيدا، إن "داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في تزايد مستمر في المغرب، إذ تشخص كل يوم 10 إصابات جديدة، ويموت 4 أشخاص بسبب هذا الداء، و100 رضيع يولدون وهم يحملون فيروس السيدا". وشددت بزاد، في لقاء نظمته المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا، بتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، والنقابة الوطنية للصحافة، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة السيدا (فاتح دجنبر)، حول "دور الإعلام في الترويج للصحة الجنسية والإنجابية"، مساء الجمعة الماضي، بالرباط، على "كسر جدار الصمت حول هذا الداء، لأن الإصابة به في تزايد مستمر، خاصة في أوساط الشباب، التي تقدر ب6 ملايين مصاب بالمغرب، أي ما يشكل 20 في المائة من السكان"، مؤكدة أنه، بالإرادة السياسية ومساهمة كل الفاعلين، يمكن تسهيل الصعاب لمحاربة الداء. كما شددت بزاد على أهمية الكشف المبكر ودوره الحاسم في التحكم في انتشار هذا المرض، مشيرة إلى أن هناك نقصا كبيرا في برامج التحسيس لفائدة الشباب في ما يخص الوقاية من السيدا. وفي كلمة له بالمناسبة، أعلن يونس مجاهد، الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة، عن التحضير لعمل مشترك مع المنظمة الإفريقية من أجل التحسيس بهذا الداء وطرق الوقاية منه، لوضع حد لاستمرار الإصابة به في المجتمع المغربي. وأكد مجاهد أن لوسائل الإعلام "دورا مهما في هذه المهمة، من خلال نقل الحقائق والمفاهيم الصحيحة لهذا الداء وطرق الوقاية منه، بالاستعانة بمختصين في هذا المجال، وأن يكون النقاش واضحا، وبدون طابوهات". ويرى مجاهد أنه، إذا كانت التربية الجنسية ضرورية في هذه الحالة، فإن الوقاية أهم، خاصة أن هناك فئات من المجتمع تكون معرضة للإصابة بالفيروس، وأن المرض لا ينتقل من خلال العلاقات الجنسية فقط، لكن أيضا بطرق أخرى، يجب أن يعرفها الناس لاتخاذ الحيطة والحذر منها. في السياق نفسه، قال ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان، إن هناك العديد من المعلومات تتعلق بالصحة الجنسية غير معروفة لدى جمهور واسع من المواطنين، وأن دور الإعلامي هو نقل وشرح هذه المعلومات للفئات المستهدفة بطريقة مبسطة، تمكنها من فهمها واستيعابها، مشيرا إلى أن كل الحكومات انخرطت في برامج ترمي إلى التخفيف من حدة الإصابة بالسيدا، لبلوغ الهدف في أفق 2015. وأفادت معطيات، قدمت خلال هذا اللقاء، أن 75 مليون شخص أصيبوا بالسيدا في العالم، وأن 35 في المائة ماتوا بسببه منذ ظهور هذا الوباء قبل حوالي 32 سنة. وفي المغرب، أظهرت المعطيات أن البلد يقوم بمجهود كبير في هذا المجال من خلال التشخيص المجاني، كما يعتبر رائدا في محاربة هذا الداء، من خلال تحسين الخدمات الصحية، باعتراف من المنظمة العالمية للصحة، فضلا عن التزام الحكومة والوزارة الوصية على القطاع بالحد من الإصابة بهذا الفيروس. وتوج هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، لتوحيد الجهود للقضاء هذا الفيروس.