نجح فريق الدفاع الحسني الجديدي في دخول سجل الفرق المتوجة بكأس العرش، عقب فوزه في مباراة النهاية على حامل اللقب فريق الرجاء البيضاوي، بعد اللجوء لضربات الجزاء الترجيحية، في المباراة التي أجريت أول أمس الاثنين بملعب المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط. جاءت المباراة قوية، وطغى عليها الجانب التكتيكي، ما جعل اللعب ينحصر في وسط الميدان، مع اعتماد الفريقين على الحملات المضادة، والكرات الثابتة في غالب الأحيان، والتي كاد فريق الرجاء أن يحسم المباراة من إحداها، غير أن الكرة ارتطمت بالعارضة الأفقية لمرمى الحارس زهير لعروبي. وحاول امحمد فاخر، مدرب الرجاء، المناورة في أكثر من مناسبة عبر التغييرات التي أقدم عليها، غير أن زميله عبد الحق بنشيخة، مدرب الفريق الجديدي، كان يرد بإجراء تعديلات على منظومته التكتيكية، ما فتح المباراة أمام صراع تكتيكي محض، حول المباراة إلى شبه نزال في لعبة الشطرنج، حيث غابت الفرجة وحضر النضج التكتيكي للاعبين. واستمر اللعب سجالا، بين الفريقين، دون أن يتمكن أحدهم من فرض سيطرته على المباراة، أو النجاح في هز شباك خصمه، ما أكد على أن المباراة تتجه للوقت الإضافي. جاء الشوطان الإضافيان شبيهين بسابقيهما، واستمر التحفظ التكتيكي، إن لم يكن قد زاد، خوفا من هدف مباغث، ينهي الصراع بالضربة القاضية، ما جعل كلا التشكيليتين يرتضيان الذهاب إلى ضربات الجزاء الترجيحية للحسم في هوية صاحب اللقب. حفلت حصة ضربات الجزاء الترجيحية بالتشويق والإثارة، حيث نجح الجميع في التسجيل إلى حين وصول دور الظهير الأيمن، زكرياء الهاشيمي، الذي فطن زهير لعروبي، لوجهة تسديدته، وارتمى عليها متصديا، ما أشعل الفرح بين جماهير الدفاع الجديدي. غير أن الفرحة لم تستمر طويلا، حيث فشل إبراهيم النقاش، في منح فريقه الأسبقية بعدما ارتطمت كرته بالعارضة الأفقية لمرمى خالد العسكري، وعادت الفرحة من جديد لتعم المدرجات التي شغلها أنصار الدفاع، بعدما نجح لعروبي في صد تسديدة عبد الإله الحافيظي، ثم طلب زهير نفسه، تسديد الركلة الأخيرة، بدلا من أيوب سكومة، الذي كان مقررا أن ينفذها، وتدخل بنشيخة لثني سكومة عن تولي المهمة، ومنح الفرصة لزهير، وهو ما كان، ولم يخيب لعروبي ظن مدربه به، ونجح في إسكان الكرة داخل مرمى العسكري، ومنح الدكاليين أول لقب في تاريخهم. وانتزع فرسان دكالة باكورة ألقابهم في مسابقة كأس العرش، بالفوز على حامل اللقب، فريق الرجاء الرياضي البيضاوي، بنسخة الموسم الرياضي 2012-2013، ويعتبر اللقب هو الأول لفريق الدفاع الحسني الجديدي في مسيرته الرياضية، علما بأنه خاض ثلاث نهايات، في المسابقة ذاتها وخسروها جميعها ومن بينها نهائي سنة 1977 أمام فريق الرجاء البيضاوي نفسه، ما جعل عددا كبيرا من أنصار الدفاع الجديدي يعتبرون الفوز بهذا اللقب ردا لاعتبار الدكاليين.