لم يجد سكان العاصمة الإسماعيلية تفسيرا لما آلت إليه المرافق الجماعية، من حيث شكل بناياتها، وكذا مستوى تسييرها والخدمات المقدمة للموطنين في شتى المجالات، ويظهر هذا الاختلاف بين المرافق التي سبق تفويتها، وأخرى تُسيرها الجماعة، وكذا المرافق التي تم استرجاعها من الخواص. المرفق الجماعي سوق الحبوب في هذا الصدد، أضحت المجزرة البلدية في وضعية صعبة بسبب قدم بنايتها التي ترجع إلى العهد الاستعماري، وغياب الشروط المطلوبة، سواء بالنسبة لعملية الذبح أو النقل، ما يفرض إعادة النظر في هذا المرفق، شأنه شأن المحجز البلدي المجاور الذي لم يعد يستوعب عدد السيارات والدراجات والناقلات التي ثبت في حق ماليكها ارتكاب مخالفات يتم ضبطها من طرف عناصر شرطة المرور. أما السوق المركزي بمنطقة حمرية فالحالة أسوأ، بسبب الخطر الذي يتهدده نتيجة قدمه، وعدم صرف اعتماد لتأهيله، وهو ما فرض على بعض التجار تبليطه على حسابهم. من جهته، أضحى السوق البلدي "الهديم" في وضعية حرجة بسبب تدهور بنيته التحتية، من حيث هشاشة شبكة الصرف الصحي وتدهور الإنارة والأسقف والأرضية، وهو سوق تغزوه القطط في النهار والفئران أثناء الليل. أما سوق الجملة للخضر والفواكه الواقع بالبساتين، فيجري الحديث عن نقله إلى منطقة أكروبوليس خارج المدينة. كما سيتم قريبا نقل سوق الجملة للسمك إلى ويسلان بعد بناء سوق جديد في إطار برنامج دولي لمؤسسة التحدي الألفية التي يمولها الكونغريس الأمريكي، وهو مشروع يقع بتراب جماعة الدخيسة بضواحي مكناس بجانب الطريق الوطنية المؤدية إلى مدينة فاس كلف 49 مليون درهم. ومن بين المرافق التي تم تفويتها لفائدة الخواص، منذ سنوات للخواص، نجد المسبح البلدي ومسبح السلم وفق كناش التحملات، إضافة إلى قطاع النقل الحضري بعد تفويته إلى شركة سيتي باس قبل ثماني سنوات في إطار حق الامتياز بعد إفلاس الوكالة المستقلة للنقل الحضري. من جهة أخرى استرجعت الجماعة الحضرية مرفق سوق الحبوب بعد أن سبق كراؤه سنة 2005، وهو ما خلف ارتياح الباعة. ويعد سوق الحبوب من بين المرافق الجماعية التابعة لبلدية مكناس، حيث سبق نقله من موقعه الأصلي وسط المدينة العتيقة سنة 1994 إلى موقعه الحالي قرب مستشفى سيدي سعيد، ويضم 115 محلا. وفي سنة 2005 تم كراؤه إلى غاية السنة الماضية، حيث تم استرجاعه وتسييره من طرف موظفي الجماعة الحضرية، الأمر الذي خلف ارتياح الباعة الذين يطالبون بتأهيل هذا المرفق الحيوي، نظرا لأهميته من خلال توفره على كل أنواع الحبوب والقطاني، كما يعرف حركة طيلة أيام السنة خاصة في فصل الصيف، عندما توافد عليه عدد كبيير من الشاحنات من مختلف المناطق المغربية، إضافة إلى تشغيله ليد عاملة من حمالي الأكياس ونساء يتكلفن بتنقية الحبوب. ويهم تأهيل السوق تزفيت الممرات وتحسين الإنارة، وإصلاح المداخل والساحة المجاورة وموقف للسيارات، وتبليط وصباغة واجهة المحلات. وكيفما كانت وضعية المرافق الجماعية بمدينة مكناس، فإن القاسم المشترك هو الإهمال الذي شملها منذ سنوات، دون أن تفكر المجالس المتعاقبة على الشأن المحلي في إعادة تأهيلها، مع العلم أن مداخيلها المالية السنوية مهمة بالنظر إلى تدني خدماتها المقدمة، سواء للمهنيين أو الوافدين عليها من المواطنين، ما يفرض تخصيص اعتمادات مالية لتأهيلها.