قال جان بيير ايلونغ مباسي، الأمين العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة فرع إفريقيا، إن احتضان الرباط للمؤتمر الرابع للمنظمة شرف لإفريقيا، غير أنه يضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة. وأوضح ايلونغ مباسي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة استضافة الرباط المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية، من فاتح إلى 4 أكتوبر المقبل، أنه بعد أوروبا وآسيا وأمريكا، حان دور إفريقيا لاحتضان هذا الحدث العالمي الكبير، مبرزا الجهود المكثفة التي بذلها المغرب على المستوى الدبلوماسي، من أجل تحقيق طموح قارة بأكملها. وأكد أن هذا المؤتمر يحمل الكثير من الانتظارات بالنسبة لإفريقيا التي تأمل في أن يجري الاعتراف بالخطوات الجبارة التي قطعتها بلدان القارة السمراء في تعزيز اللامركزية. وقال ايلونغ مباسي إن جميع البلدان الإفريقية انخرطت في مسلسل اللامركزية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، غير أن تجارب بعض البلدان تشهد مجموعة من الصعوبات، وفي مقدمتها التمويلات الضرورية لدعم التنمية المحلية، مضيفا أنه إذا كان القرن 21 هو قرن إفريقيا التي أصبحت قبلة للاستثمارات الأجنبية، فإن مدنها "ليست جذابة بالقدر الكافي وهو ما يتطلب جهودا إضافية من أجل تهيئة المراكز الحضرية والرفع من جودة الحياة". وأشار إلى أن بعض البلدان في إفريقيا ما زالت تعتمد أسلوب التعيين في المسؤوليات المحلية، مشددا على أن منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة- فرع إفريقيا تحث على ضرورة وجود مسؤولين منتخبين. من جهة أخرى، أكد ايلونغ مباسي أن المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة فرصة لتجديد قيادات المنظمة، مبرزا أن القارة الإفريقية تطمح للحصول على رئاسة هذه المنظمة، إذ قررت الجمعية العامة للمنظمة المنعقدة في داكار، بالإجماع، ترشيح عمدة مدينة فيكتوريا الواقعة بجزر السيشل، جاكلين موستاش بيل، لهذا المنصب، معربا عن أمله في أن يحظى هذا الترشيح بدعم المجموعة الدولية. وقال إن المؤتمر الرابع للمدن والحكومات المحلية سيشكل موعدا لعمداء مدن العالم والمسيرين المحليين من أجل تبادل الآراء والتجارب، مشيرا إلى أن جميع البلديات تعاني من مشاكل تتفاوت حدتها من قبيل البطالة والطاقة والأمن والنقل بالنسبة للمدن الكبرى. وأكد أن الحركة العالمية للبلديات تروم ترسيخ السلم والتعاون وأنسنة العلاقات الدولية، مشيرا، في هذا الصدد، إلى الدور الذي قام به التعاون اللامركزي بين فرنسا وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، في التقريب بين شعبي البلدين. ومن المنتظر أن يشارك في مؤتمر الرباط ما يفوق 3000 ضيف كبير، من بينهم رؤساء بعض الدول وممثلو هيئة الأممالمتحدة ووزراء الداخلية أو البلديات، وبعض رجال الفكر العالميين الحائزين على جائزة نوبل للسلام، وكذا كبار عمداء العواصم والمدن والسلطات المحلية بالعالم، وخبراء ومهتمون ورجال الأعمال وإعلاميون. وسيناقش المؤتمر خمسة محاور رئيسية، هي تحسين جودة الحياة، وتدبير التنوع، ومواكبة الحكامة الجديدة والتغيرات بحوض المتوسط، وتقوية التضامن بين الوحدات المجالية، والتحكم في مستقبل التعمير. وسيجري على هامش هذا المؤتمر تنظيم مجموعة من الزيارات العلمية والميدانية، تهم بالأساس محطة تطهير المياه العادمة بالساحل، ومحطة تدبير النفايات بأم عزة، وتدبير السائل، والنقل الحضري (تجربة مجموعة الجماعات).(و م ع)