أكد الفنان المغربي ربيع القاطي أن السينما الراقية لا تقتصر فقط على الإنتاج الكثيف، مشيرا إلى أن هناك شروطا إبداعية ضرورية للحصول على سينما هادفة، بالإضافة إلى التقنيات الاحترافية العالية في التصوير والصوت والإضاءة والديكور التي يجب إن تكون حاضرة للارتقاء بالسينما المغربية. الفنان المغربي ربيع القاطي قال القاطي، في حوار مع "المغربية"، إنه يميل نسبيا إلى الأدوار التاريخية، التي تغيب عن مفكرة المخرجين المغاربة، مبرزا في الوقت نفسه أن بإمكانه تجسيد جميع الأدوار دون استثناء شرط أن تكون المواضيع جديدة وهادفة. ما رأيك في التطور الذي شهدته السينما المغربية في السنوات الأخيرة؟ السينما المغربية شهدت طفرة إنتاجية في السنوات الأخيرة، من خلال ارتفاع عدد الأفلام المنتجة المدعمة من طرف المركز السينمائي المغربي، من حيث الكم، والذي لعب دورا كبيرا إلى أن أصبح الإنتاج السينمائي المغربي كثيفا في الفترة الأخيرة مقارنة مع الماضي، كما الآن، وصل العدد في السنوات الماضية إلى أكثر من عشرين فيلما سنويا عُرضت في القاعات السينمائية. وهذا الكم هو حصيلة للسياسة التي التزم بها صندوق دعم الإنتاج السينمائي المغربي، لكن هناك شروطا إبداعية أخرى ضرورية لضمان جودة الأفلام لتفادي الإنتاج العشوائي، للأسف مازالت غير متوفرة في المغرب. في ماذا تتمثل هذه الشروط؟ قوة الإنتاج لا تكون دائما في صالح السينما، حيث إن هناك من يستغل دعم القطاع السينمائي للتوجه إلى إنتاج بعض الأفلام التي لا ترقى إلى تطلعات الجمهور بهدف الربح تطبيقاً لسياسة ما يسمى بالسينما التجارية. لذا فقد أصبح من الضروري تجاوز هذه المرحلة والارتقاء بمستوى العمل الفني، بالإشراف على نوعية المواضيع المختارة بعناية للرقي بذوق المتلقي، وانتقاء الممثلين المناسبين وفق الأدوار المطروحة دون أي ضغط، حتى نحصل على سينما هادفة وذات جودة عالية، لا تعتمد فقط على التسلية، بل ترصد مضامينها مواضيع إنسانية معاشة، بالإضافة إلى التقنيات الاحترافية العالية في التصوير والصوت والإضاءة والديكور، التي تلعب هي الأخرى دورا جوهريا في الرقي بالمادة السينمائية. ماذا تفضل، السينما أم التلفزيون؟ السينما ما زالت غير قادرة على إثبات وجودها أمام التلفزيون الذي يظل الوسيلة الأقرب للجمهور، حيث إن هناك عدة عوامل ترجح كفة التلفزيون على السينما ليكون المفضل لدى أغلب الممثلين، ويرجع ذلك بالأساس إلى التقلص المضطرد في دور العرض، حيث إن أغلب المدن المغربية تفتقر إلى دور العرض، إذا ما استثنينا مدينة مدن الدارالبيضاء، الرباط ومراكش وطنجة. ويؤثر هذا التراجع في عدد القاعات ما انعكس سلبا على القفزة النوعية التي حققتها السينما المغربية في السنوات الأخيرة، لذلك فالممثل يلقي ضالته في المجال التلفزيوني، الذي يقربه بطريقة أسهل من الجمهور، رغم سحر السينما الذي يميزها عن باقي المجالات، إلا أنه مازال من الصعب ترجمة هذا السحر على أرض الواقع وسط هذه الظروف. من يتحمل المسؤولية في نظرك؟ لا أعلم من يتحمل المسؤولية في اختفاء القاعات السينمائية، ربما تتقاسمها مجموعة من الأطراف، أولها المركز السينمائي وأيضا المجتمع المدني، ووزارة الاتصال، لذلك فيجب إعادة النظر في الإستراتيجية التي تعمل بها هده الهيئات، والإسراع بإعادة هيكلة جميع دور السينما بالمغرب، ولما لا إنشاء قاعات سينمائية جديدة بخصائص عصرية تواكب التطور التكنولوجي السينمائي، وأيضا لاستغلال الطفرة الانتاجية للرجوع بالسينما المغربية إلى السكة الصحيحة. ما الأدوار التي يفضلها ربيع القاطي؟ أحب التنوع في الأعمال التي أقوم بها شرط أن تكون المواضيع جديدة وهادفة، فأنا لست بممثل الدور الواحد، والدليل على ذلك الأدوار المختلفة التي قدمتها خلال أفلامي، وإن كنت أميل بعض الشيء إلى الأعمال التاريخية، والتي تغيب عن مفكرة المخرجين المغاربة، للأسف مازلت أجهل السبب رغم الإقبال الكبير الذي تعرفه هذه الأعمال في باقي الدول العربية. وهنا أيضا يغيب دور السينما في التركيز على أعمال من المادة التاريخية، خصوصا أن الظرفية الانية التي يعيشها العالم العربي تستوجب منا أن نتناول بعد القضايا المهمة سواء تلفزيونيا أو سينمائيا، على الأقل لنعرف الأجيال القادمة بالمراحل التاريخية التي مرت بها الدول العربية. ما هي أهم أعمالك التي ستظل دائما راسخة في ذهنك؟ صراحة، أنا فخور بجميع الأعمال التي قدمها خلال مساره الفني، حيث إن كل عمل قدمته يتمتع بمكانة خاصة في قلبي، بالنظر إلى الظروف المختلفة التي مرت فيها، وإن كنت أعتز أكثر بأعمال مثل الفيلم السينمائي "أبواب الجنة" ومسلسل "الغريب"، و بالتأكيد أنا فخور بكل ما قدمته وأطمح الى تقديم المزيد من خلال أعمال فنية وتلفزيونية، بل ومسرحية كذلك. وأتمنى أن أقدم المزيد من العطاء خلال الاعمال المقبلة. ما هي أعمالك الفنية المقبلة؟ لدي عدة عروض تلفزيونية مطروحة الآن في إطار الأهداف التي جاء بها دفتر التحملات، لكنني لم أحسم بعد في أي عرض من العروض، حيث إن كل تركيزي في الوقت الراهن منصب نحو العمل السينمائي الجديد الذي نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة عليه قبل البدء بالتصوير، الفيلم بعنوان "فيول اون سين"، وسألعب خلاله أحد الأدوار البطولية إلى جانب نخبة من الممثلين".