أبرز رئيس مجلس النواب، كريم غلاب، أمس الاثنين، في مدريد، "العمق الاستراتيجي" للعلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا. أكد غلاب، في افتتاح المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الثاني، أن العلاقات بين الشعبين والبلدين "تاريخية ومتجذرة وضاربة في عمق التاريخ، بالنظر إلى الجوار الجغرافي"، مشيرا إلى أن البلدين يواجهان "رهانات مشتركة وتطلعات موحدة". وأوضح رئيس مجلس النواب، وهو يذكر بالمنتدى الأول الذي عقد بالرباط في شتنبر 2012، أن مأسسة هذا اللقاء البرلماني المغربي الإسباني سيمكن، بلا شك، من إرساء مؤسسة للحوار والتفاهم والتعاون والتضامن بين البلدين الجارين. وأشار إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الملك خوان كارلوس الأول للرباط، والتي أجرى خلالها محادثات مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، شكلت "مناسبة أخرى لتأكيد ما يقتسمه العاهلان من تقدير وصدق في المشاعر، ورقي في النظرة، وتقارب في المقاربة والمواقف، وإيمان بالمستقبل المشترك". وسجل غلاب أن مشاركة رئيسي غرفتي البرلمان في المنتدى البرلماني المغربي الإسباني الأول، الذي عقد في الخامس من شتنبر 2012 بالرباط "كان تعبيرا عن إرادة واعية تجسد حقيقة الشعور الإسباني العالي والعميق بجدية التقارب المغربي الإسباني وأهمية رهاناته ومقاصده النبيلة". وخلص رئيس مجلس النواب إلى أن الحوارات السابقة في الرباط حول قضايا الاقتصاد والأمن والهجرة وغيرها تتعزز اليوم بزوايا نظر واجتهادات جيدة، وأيضا بفتح نافذة على المروث الثقافي المشترك الذي لا يقف عند حدود الماضي وإنما هو موروث مازال ملموسا إلى اليوم في الكثير من الصور والتمثلات التي يشكلها الشعبان أحدهما للآخر. من جهتهم، أبرز رؤساء الفرق البرلمانية المغربية أهمية هذا المنتدى والدور الذي تضطلع به الدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات الثنائية، داعين إلى العمل سوية على تطوير هذه الروابط. واستعرضوا، بالمناسبة، الإصلاحات الكبرى التي باشرها المغرب في مجالات مختلفة خلال العقد الأخير، سيما تشجيع الاستثمارات الأجنبية، وإصلاح القضاء والنظام الضريبي، مبرزين السياسات الاقتصادية القطاعية ومشاريع البنية التحتية الكبرى التي تم إنجازها (من موانئ ومطارات ومناطق صناعية). وبعد أن أشاروا إلى أن المغرب، الذي يتمتع باستقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، يمكنه أن يقوم بدور جسر لولوج إسبانيا إلى إفريقيا، دعا البرلمانيون المغاربة مدريد إلى مواكبة المملكة في هذا المسلسل الإصلاحي والتحديثي، وإلى إزاحة العوائق التي ما تزال تعترض تطوير التعاون الثنائي. بدورهم، أبرز رؤساء الفرق البرلمانية الإسبانية الأهمية التي يحظى بها المغرب كبلد استراتيجي وكشريك من الدرجة الأولى ليس فقط بالنسبة لإسبانيا، ولكن أيضا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، داعين إلى تعزيز علاقات التعاون بين بلدهم والمغرب الذي قد يكون بوابة إسبانيا إلى السوق الإفريقية، وكذا إلى دعم وضع المغرب كشريك متميز للاتحاد الأوروبي. وإلى جانب حضورهم في هذا المنتدى، الذي سيتوج بإصدار بيان ختامي، سيشارك رئيسا مجلسي البرلمان المغربي في ندوة ستنظم بمقر البيت العربي في العاصمة الإسبانية مدريد حول موضوع "المغرب في القرن الحادي والعشرين: مجتمع في حالة تغير مستمرة"، بحضور خبراء وفاعلين من المجتمع المدني.