أكد صلاح الدين مزوار، رئيس كوب 22 قبل أن يسلم شعلة رئاسة كوب 23 للوزير الأول لدولة فيجي، أن المغرب سيواصل التزامه الراسخ من أجل تعزيز النتائج الملموسة التي سجلها خلال رئاسته للمؤتمر حول المناخ في مراكش. وقال مزوار، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر كوب 23، اليوم الاثنين، ببون، والتي ستتواصل إلى غاية 17 نونبر الجاري، إن المغرب الذي يستعيد مكانه داخل أسرته الإفريقية، وباقي المجموعات والمنتظم الدولي، سيواصل التزامه الراسخ بالعمل من اجل المناخ". وأضاف "من المهم بالنسبة لنا تأمين ارث كوب 22 ليس فقط على الصعيد الدولي، ولكن أيضا على الصعيد الوطني، في إطار استمرارية المبادئ الكبرى المنصوص عليها في دستورنا وتماشيا مع سياساتنا واستراتيجياتنا العمومية، على جميع أصعدة الحكامة". وأبرز مزوار أن "المغرب سيواصل الانخراط في إطار المقاربة المتعددة الجوانب والتعاون الدولي خاصة عبر التعاون جنوب-جنوب، مع الأخذ بعين الاعتبار الإمكانات الهائلة للتعاون الثلاثي الأطراف". وأكد على استعجالية التحرك للتصدي للتغيرات المناخية على ضوء الكوارث الطبيعية التي شهدتها مناطق مختلفة من العالم هذا العام، والتي خلفت العديد من الضحايا، مذكرا في هذا الصدد بان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد في خطابه خلال افتتاح مؤتمر كوب 22 بمراكش، على أن "تكلفة الانتظارية، والتقصير في مواجهة تغير المناخ وآثاره، ستكون لها انعكاسات خطيرة"، داعيا جلالته "كافة الأطراف، للعمل على ترجمة تشبثنا بقيم العدل والتضامن". وسجل مزوار أنه منذ كوب 22، واصل المغرب رئاسته بشكل ملتزم ونشيط على الصعيدين الوطني والدولي من خلال العديد من التظاهرات والمبادرات حول مواضيع التكيف والتمويل وتعزيز القدرات، مضيفا أن الرئاسة المغربية تعد الاولى من نوعها التي نظمت اجتماعا ما بعد الكوب في فبراير الماضي مع الملاحظين والمجتمع المدني. ولفت مزوار إلى أن "كتاب السنة حول شراكة مراكش للعمل العالمي من أجل المناخ"، وأشار إلى أنه منذ كوب 22، فإن حوالي ثلث أرباع المبادرات تضمنت التزامات جديدة من أجل المناخ، وأن العمل المناخي العالمي بمقدوره تقليص إلى النصف الفجوة من أجل درجتين والى الثلث من اجل هدف 1،5 في المائة. واستعرض الحصيلة الايجابية لرئاسة مغربية اتسمت بالشمولية وتسهيل العمل والانفتاح والإنصات والتي بفضل التوجيهات الملكية السامية، تمكنت من تحقيق نتائج على مستوى ثلاثة محاور تمثل المحور الأول في "البعد المتعدد الجوانب الرسمي من خلال 35 قرارا وإعلان عمل مراكش من اجل المناخ، القطاع الخاص، والتنمية المستدامة"، والمحور الثاني في "أجندة العمل من خلال إطلاق شراكة مراكش للعمل العالمي من اجل المناخ والعديد من المبادرات بمبادرة من المجتمع المدني والقطاع العام" في ما يتعلق المحور الثالث ب"قمة الدول الإفريقية وتشكيل ثلاث لجان: إفريقيا تلتزم ،وتتحرك، وتتحدث بصوت واحد". وبالنسبة لكوب 23، شدد مزوار على ضرورة التقدم على طريق التوافق، بشكل سريع وطموح وفق أسس رؤية الرئاسة الفيجية لكوب 23 داعيا إلى دعم هذه الرؤية. وقال إنه يتعين على الجميع العمل بتضامن وعلى جميع المستويات من اجل رفع تحدي التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن ويتعين القيام بها من اجل بلوغ أهداف اتفاق باريس. وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على الخصوص السكرتيرة التنفيذية للاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية السيدة باتريسيا اسبينوزا، والأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس، ووزيرة البيئة الألمانية باربارا هندريكس/ وعمدة بون اشوك الكسندر شريدران.