أعطيت، مساء أمس الخميس، بمراكش، الانطلاقة الرسمية للمرحلة الأولى للحافلات الكهربائية الصديقة للبيئة، من خلال شروع 10 حافلات كهربائية عالية الجودة في تقديم خدماتها. وتندرج هذه المبادرة، التي بلغت كلفتها المالية 25 مليون درهم بتمويل مشترك بين مجلس جهة مراكش-آسفي والجماعة الحضرية لمراكش وصندوق مواكبة إصلاحات النقل، في إطار تحسين منظومة النقل الحضري الهادفة إلى الحفاظ على البيئة والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وذلك تفعيلا لاتفاقية الإطار "كوب 22" حول التغيرات المناخية التي احتضنتها مدينة مراكش شهر نونبر من السنة الماضية. وستربط المرحلة الأولى من هذا المشروع النموذجي، المندرج ضمن برنامج تحسين شبكة النقل العمومي بالوسط الحضري، على طول شارع الحسن الثاني، حي المسيرة بباب دكالة عبر الحي الحسني وجيليز، في حين تم تجهيز ممر الحافلات بإشارات ضوئية ذكية على مستوى التقاطعات الطرقية فضلا عن إحداث حواجز لوقاية الركاب في المحطات المخصصة لهم. كما تم تجهيز هذه الحافلات، التي ستقوم بتدبيرها شركة "باص سيتي متجددة" والتي تستوعب 84 شخصا، بخمس كاميرات داخلية، مع الأخذ بالاعتبار الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وحسب مسؤولي شركة "باص سيتي متجددة"، فإن هذه المبادرة ستساهم في تطوير شبكة المواصلات العمومية بالمدينة الحمراء، مضيفين أن تشغيل حافلات كهربائية مجهزة بوسائل حديثة، سيضمن الراحة للركاب وفق معايير بيئية مستدامة. وأوضح والي الجهة عبد الفتاح البجيوي، في تصريح للصحافة، أن هذه المبادرة التي تندرج ضمن اتفاقية "كوب 22" الرامية إلى حماية البيئة وتقليص حدة انبعاثات غازات الكربون بالوسط الحضري ستساهم في تعزيز شبكة النقل العمومي بهذه المدينة، التي تعتبر وجهة سياحية عالمية، مضيفا أن مبادرات مماثلة سترى النور مستقبلا لتربط أحياء أخرى بشبكة النقل النظيفة. أما رئيس المجلس الحضري لمراكش محمد العربي بلقايد، فأكد من جانبه، أن إعطاء انطلاقة العمل بهذه الحافلات الكهربائية بمراكش سيعزز شبكة النقل الحضري الصديق للبيئة، مبرزا أنه من خلال هذا المشروع المحافظ على البيئة، ستكون مدينة مراكش قد حققت السبق في مجال النقل الحضري بواسطة الطاقات النظيفة على المستوى الوطني والإفريقي. من جهته، هنأ سفير الصين بالمغرب، لي لي، السلطات والمنتخبين المحليين والسكان المحليين على هذا المشروع النموذجي، الذي من شأنه المساهمة في حماية البيئة والحد من انبعاثات الكربون بالمجال الحضري للمدينة الحمراء، منوها بالتزام المملكة المغربية بتفعيل اتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22". وأكد لي لي، أن هذه المبادرة ستساهم في تعزيز التعاون بين المغرب والصين في مجال استغلال الطاقات المتجددة وتقليص حدة انبعاثات الغازات الدفيئة. يذكر أن هذا المشروع، الذي تم الإعلان عنه بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية "كوب 22" الذي احتضنته المدينة الحمراء شهر نونبر من السنة الماضية، يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية وتقوية شبكة النقل العمومي عن طريق تقديم خدمات ترقى إلى مستوى تطلعات ساكنة المدينة وزوارها. كما تعكس هذه المبادرة، التي ستعزز مكانة مراكش كحاضرة نموذجية في المجال البيئي والتنمية المستدامة، الرغبة الأكيدة للمسؤولين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة في ضمان استدامة الحفاظ على البيئة على ضوء النجاح الذي حققته قمة "كوب 22".