تحولت قاعة الاجتماعات بمقر الجماعة القروية اسعادة بضواحي مراكش، أول أمس الأربعاء، إلى حلبة للملاكمة، خلال إعادة انتخاب الرئيس والمكتب المسير للجماعة، بين المتنافسين على الرئاسة في شخص أحمد الطالبي من حزب الأصالة والمعاصرة، ومنافسه عبد الرحيم لعميم، من التجمع الوطني للأحرار. وبدأ النزاع عندما انتفض مستشارو حزب العدالة والتنمية (06 أعضاء من أصل 35 المشكلين للمجلس)، في وجه الأغلبية التي أصبح يقودها حزب الأصالة والمعاصرة، مطالبين، مع خمسة مستشارين آخرين، تحالف الأغلبية بأن يدلوا بورقة الاستدعاء إلى جلسة إعادة انتخاب رئيس جديد، الأمر الذي رفضه مستشارو التحالف الذي يقوده "البام"، ما جعل الرئيس السابق المنتمي لحزب العدالة والتنمية يقف فوق الطاولات ويقسم أن الجلسة لن تتواصل دون اشهار ورقة الاستدعاء، فعمت الفوضى قاعة الاجتماع، وتبادل عدد من الأعضاء جميع أنواع السب والقذف، قبل أن تتطور الأمور إلى تبادل للكمات. كما انخرط أشخاص محسوبون على التيارات المتنافسة في تبادل الشتم والسب واللكمات، قبل أن تتدخل عناصر الدرك الملكي لفض الاشتباكات، ونبه ممثل السلطة أعضاء المجلس إلى أن جميع مجريات الجلسة جرى توثيقها بالصوت والصورة، وأن الجهات المختصة ستقوم بإعمال القانون. وحسب مصادر حضرت انتخاب الرئيس، فإن مستشاري العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار أحدثوا فوضى بالقاعة، إذ وقفوا فوق الكراسي والطاولات، التي كسر معظمها، وظلوا يصرخون حوالي ساعتين، أصيب على إثرها الرئيس السابق للجماعة، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، بحالة إغماء ونقل إلى المستشفى. وأضافت المصادر نفسها أن مصالح ولاية جهة مراكشآسفي، قررت إعادة استدعاء مستشاري الجماعة إلى جلسة جديدة صباح الاثنين المقبل. وكان 14 مستشارا بالجماعة القروية اسعادة تقدموا بطعن لدى المحكمة الإدارية بمراكش في انتخاب الرئيس والمكتب المسير للجماعة، بدعوى عدم تمكنهم من حضور جلسة انتخاب الرئيس مباشرة بعد الانتخابات الجماعية لشهر شتنبر 2015، بالنظر إلى أن مقر الجماعة كان مغلقا. وكانت المحكمة الإدارية الابتدائية بمراكش أصدرت حكما بإلغاء انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب المسير.