بعد أن قبلت السلطة في شخص باشا مدينة بني ملال ملتمس الرئيس الجديد بتأجيل انتخاب كاتب المجلس و نائبه و كذا رؤساء اللجان إلى جلسة لاحقة ، و رفض أعضاء الحزب الوحيد المعارض لهذا الملتمس و دخولهم في مشاداة و ملاسنات كلامية مع أعضاء أغلبية الرئيس وكيل لائحة حزب الحركة الشعبية ، تحولت قاعة الإجتماعات بالبلدية إلى سوق للغط و الجذب و الإشتباكات بالأيادي من هذا الطرف أو ذاك . فلجأت أغلبية الرئيس إلى التطبيل و التصفيق احتفالا بفوزهم ، و الرقص على هذه الإيقاعات فوق طاولات القاعة أمام عيون الباشا و أعوانه. في حين غادر ممثلو المعارضة القاعة و هم يرددون شعارات الإستنكار. الرئيس المنتخب الذي صوتت عليه أغلبية التحالف الجديد الذي صنعه في أخر لحظة زعيم حزب المفاجأت كما أشرنا إلى ذلك في عدد يوم الإثنين الماضي ، و الذي يضم 33 مستشارا يمثلون أحزاب الحركة الشعبية ، الأصالة و المعاصرة ، الإستقلال ، العمالي و الأحرار من أصل 43 مستشارا ، فاز ب 33 صوتا متفوقا على مرشح حزب العدالة و التنمية الذي حصل فقط على أصوات أعضاء حزبه التسعة . كما تم توزيع مناصب النواب العشرة على الأحزاب الخمسة المشكلة لهذا التحالف ) 3 للسنبلة ، 2 للجرار ، 2 للميزان ، 2 للعمالي و واحد للأحرار( . طلب رفع الجلسة من طرف الرئيس الجديد و استكمال تكوين المكتب المسير لاحقا له تفسير وحيد هو أن أعضاء الأغلبية لم يحسموا بعد في مآل منصبي كاتب المجلس و نائبه وكذا رؤساء اللجان . و هو ما فطنت له المعارضة و حاولت استغلاله لخلق ارتباء في الأغلبية ، لكن إحدى مواد مدونة الإنتخابات تجيز التأجيل. جلسة انتخاب رئيس جماعة بني ملال و تكوين المكتب المسير التي دامت يوم الإثنين من التاسعة صباحا إلى غاية الرابعة بعد الزوال عرفت غيابا مثيرا لوكيل لائحة الأصالة و المعاصرة الرئيس السابق للجماعة ، و الذي استقطبه حزب الجرار من الحزب الليبرالي خصيصا لهذه الإنتخابات . لكن فشله و اكتفائه بالحصول على سبعة مقاعد فقط أثار غضب زعماء الحزب ، و يبدو أن مستقبله السياسي قد يتوقف عند هذه المحطة.