أبرز عبد العزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة الدور الذي لعبه المغرب في مجال التغيرات المناخية، مشيرا إلى أن هذه الدينامية تتعزز بسياسات أخرى يقودها جلالة الملك محمد السادس مرتبطة بقطاعات ومجالات متعددة من بينها السياسة الطاقية التي تعد جزءا من منظومة التنمية المستدامة. وأفاد الرباح خلال المؤتمر الوطني حول المناخ والدينامية الوطنية ما بعد كوب22 المنظم أمس بالرباط من طرف كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، أن المغرب له نظرة وتصور متكاملين في التنمية المستدامة والبيئة وحقوق الأجيال المقبلة واستعداد البلاد التأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية، موضحا أهمية الانخراط التشاركي في هذه الدينامية وتنزيلها على شكل برامج وأنشطة ومشاريع بشراكة مع القطاع الخاص والوزرات وهيئات دولية وافريقية، وكذا شراكة مع المنتخبين والجهات بهدف خلق برامج قطاعية جهوية محلية ومشاريع تلتزم بها. ومن جهتها أكدت نزهة الوفي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة أن المملكة المغربية أن تنظيم هذا الملتقى يهدف تقديم السياسة الوطنية من أجل الحد من آثار التغير المناخي وتفاعلها مع الأجندة الدولية في المجال مع الحفاظ على الديناميكية التي نتجت عن قمة مراكش، ومناسبة للوقوف على التقدم الحاصل في المسلسل التفاوضي حول المناخ، وكذا الرهانات الأساسية التي يواجهها المنتظم الدولي لإرساء أسس تنمية مستدامة وعادلة ومتوازنة. وأضافت الوفي المؤتمر يأتي أيضا لتثمين الجهود التي قام بها المغرب في السنوات الأخيرة في مجال التغير المناخي، والتي كللت في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ كوب 22" بمراكش. وأشارت كاتبة الدولة إلى أن المملكة المغربية رغم ضآلة انبعاثاتها من الغازات الدفيئة والتي لا تتعدى 0.2 من الانبعاث العالمي، انخرطت في ديناميكية المجتمع الدولي الرامية إلى الانتقال إلى اقتصاد آخضر، وذلك من خلال الفصل بين تنميته الاقتصادية وانبعاثاته من الغازات الدفيئة، كما نهجت سلسلة من الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والتنظيمة والمالية وتنفيد تدابير ومبادرات تهدف بالأساس إلى إرساء بنية ملائمة للتصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية من خلال تبني استعماات المتجددة والنجاعة الطاقية والاقتصاد في المياهوإعادة تدوير النفايات الصلبة والسائلة. وتطرقت الوفي إلى الشق المتعلق بتعزيز قدرات الفاعلين الوطنيين والمحليين في مختلف المجالات ذات الصلة بالتغير المناخي، كإحداث مركز كفاءات التغير المناخي بالمغرب تقرب، الذي يسعى من خلاله المغرب تقوية قدرات المجتمع من قطاع خاص ومجتمع مدني ومؤسسات حكومية وخاصة بالبحث العلمي، وأيضا جعله أداة لتعزيز التعاون جنوب جنوب سيما نحو الدول الإفريقية، مشيرة إلى أن هذا تكلل بانتخاب المغرب عضوا ونائبا لرئيس لجنة تقوية القدرات المنبثقة عن اتفاق باريس. وكشفت أن 80 مليار ساعة تقضيها النساء الإفريقيات في البحث عن الماء والحطب بسبب التغييرات الإفريقية، معتبرة هذا اللقاء لحظة تدارس ونقاش في أفق المصادقة على الاستراتيجية الوطنية للتنمية. أما في ما يتعلق بالتمويل فأوضحت متحدثتنا أن المغرب وضع إطارا مؤسساتيا يستجيب لمطالب الصندوق الأخضر وصندوق التكيف التابع لبروتكول كيوطو، بالإضافة إلى الصندوق العالمي للبيئة، حيث استفاد المغرب خلال فترة 2016/2017 من تمويل عدة مشاريع تقدر ب 120 مليون دولار همت مجالات عدة كتنمية أشجار الأركان والسقي والفلاحة والطاقة المتجددة. ومن جهة أخرى، تحدث نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي نيابة عن صلاح الدين مزوار، الذي يمثل الرئاسة المغربية لمؤتمر الأطراف، مؤكدا أن أهم الإنجازات التي تحققت بمؤتمر المناخ بمراكش كانت بفضل التعاون المشترك مع الرئاسة الفرنيسية، وذلك من خلال المصادقة والعمل الفعلي لاتفاقية باريس. وذكر بركة بجميع النجاحات التي حققها المغرب خلال كوب 22 بمراكش، وكذا المبادرات الجديدة على الصعيد الدولي والقاري، مثل المبادرة المتعلقة بالفلاحة وتأهيلها مع التغيرات المناخية، والأمن والتنمية المستدامة لدول الساحل، والنجاعة الطاقية والمبادرة المرتبطة بالحزام الأزرق. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على نجاح مؤتمر الأطراف بمراكش نتيجة تنسيق الجهود مع كل الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين والجماعات الترابية، مشددا على ضرورة تعبئة الإمكانيات المالية والجماعات الترابية والجهات للانخراط في هذا الورش الكبير بهدف تحقيق العيش الكريم في بيئة سليمة. وأما مريم بن صالح، رئيسة فيدرالية مقاولات المغرب عن انخراط المقاولات في مجال التنمية وحماية البيئة والعمل على التخفيف من آثار التغيرات المناخية، وهذا الالتزام تقول يأتي من خلال التعبئة والشراكة القوية مع الحكومة. وأشارت بن صالح إلى أن المقاولات هي من تبادر في هذا المجال ببوضع البرامج والمشاريع وتمويلها دون الاعتماد على دعم الدولة. وعلى صعيد آخر نوه المشاركون الأجانب بالمجهود والدور الريادي الذي لعبه المغرب في قمة مراكش، مؤكدين "على المغرب أن يفتخر بهذا العمل الجبار والمتواصل لتوفره على إرادة قوية في تحقيق التزاماته". من موفدة "الصحراء المغربية" إلى الرباط: فاطمة ياسين
الوفي : 80 مليار ساعة تقضيها النساء الإفريقيات في البحث عن الماء والحطب بسبب التغيرات المناخية