أضحت مدينة القنيطرة تتوفر حاليا على فضاء سوسيوثقافي ومتحفي للمقاومة، يستهدف بالخصوص مد الجسور مع الجيل الجديد من أجل بث قيم الوطنية والمواطنة. وقد افتتح هذا الفضاء، الذي شيد على مساحة 823 متر مربع ، المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، كل من مصطفى الكثيري، ووالي جهة الغرب -الشراردة - بني حسن ، إدريس الخزاني. وتم تمويل هذا الفضاء بفضل شراكة بين المندوبية السامية والمجالس الجهوية والإقليمية والجماعية بمبلغ إجمالي قدره مليونان و480 ألف و800 درهم. ويضم هذا الفضاء المتحفي مكاتب إدارية، ومكتبة تضم 1556 كتابا حول فترة المقاومة ضد الاستعمار، وقاعة للأجهزة السمعية البصرية، وقاعة للتواصل، وأخرى للإنترنيت، وقاعة للاجتماعات، وفضاء للعرض يتضمن 22 صورة للملوك العلويين و71 صورة تجسد المراحل الأكثر أهمية في الكفاح من أجل الحرية واستقلال المملكة. كما تم عرض 193 قطعة تمثل أغراضا وملابس وأسلحة وذخائر استعملتها حركة المقاومة وجيش التحري يفي كفاحه ضد الاحتلال، و524 صورة شخصية لأعضاء الحركة الوطنية للتحرير بمدينة القنيطرة. وحسب المندوب الإقليمي للمندوبية السامية فإن قطعا أخرى ستعزز هذا المتحف مستقبلا. وأوضح الكثيري، من جانبه، أن هذا الفضاء يشكل مكانا يهدف إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية حية، كما سيكون فضاء بيداغوجيا يبث قيم التضحية والمواطنة في الشباب المغربي. وأضاف أن هذا الفضاء يجسد الجهود المظفرة لكفاح الحركة الوطنية من أجل استقلال المملكة وستتيح للأجيال الشابة أن تدرك أهمية تراث الذاكرة الوطنية هذا المهدى إلى كل الذين ضحوا من أجل الحرية والكرامة. وأعرب المندوب السامي عن الإرادة في إثراء هذا الفضاء بوثائق وتسجيلات تاريخية أخرى، مذكرا في هذا الصدد بأنه تم إجراء اتصالات من أجل استرجاع الأرشيف الوطني الموزع في 18 بلدا. وأضاف الكثيري أن تشييد هذا الفضاء يندرج في إطار شبكة من المتاحف أنجزت في مختلف مناطق البلاد، مشيرا إلى أنه تم تشييد 43 فضاء مماثلا، وأن المندوبية السامية تطمح إلى أن يبلغ العدد الإجمالي 107 متحفا. وتم بالمناسبة تكريم عدد من أفراد أسرة المقاومة، وتقديم دعم مادي لعدد من حاملي المشاريع الاقتصادية، وكذا لأرامل مقاومين وأعضاء جيش التحرير.