ينظم مجلس الجالية المغربية بالخارج الملتقى الجهوي الثالث "لمغربيات من هنا وهناك"، يخصص لمغربيات دول إفريقيا جنوب الصحراء. ويشارك متخصصون وأكاديميون في ندوة تتمحور حول موضوع: "مغربيات إفريقيا جنوب الصحراء: مسارات وتحديات"، بالعاصمة السينغالية دكار يومي 20 و21 شتنبر 2013. في هذا السياق، قال إدريس اجبلي، عضو بمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن "هذا الملتقى الذي تشرف عليه مجموعة العمل"مقاربة النوع والأجيال الجديدة" بالمجلس"، يرمي إلى الاضطلاع على وضعية المهاجرات المغربيات بدول إفريقيا جنوب الصحراء. ويأتي ذلك بعد سلسلة من اللقاءات الوطنية والجهوية، التي أشرف عليها مجلس الجالية المغربية بالخارج، والتي انعقدت في كل من مدينة مراكش في سنة 2008 وسنة 2009 تحت شعار: "مغربيات من هنا وهناك"، بهدف التشخيص العلمي للهجرة النسوية المغربية، وإتاحة الفرصة للتبادل وفتح الحوار بين نساء من المغرب ومن المهجر، وسعيا منه لفهم خصوصيات الهجرة المغربية النسوية في كل جهة على حدة. وأوضح اجبلي في تصريح ل المغربية" أن "المجلس اختار أن يقترب من الجاليات المهاجرة عن طريق تنظيم ملتقيات جهوية مع المغربيات في أوروبا والأمريكيتين وإفريقيا والبلدان العربية، حيث احتضنت بروكسيل أول ملتقى يومي 18 و19 دجنبر 2010، أما لقاء الأمريكيتين فقد تم عقده في مونريال الكندية يومي 14 و15 ماي 2011، مبرزا أنه سينظم لقاءات أخرى نهاية هذه السنة ستخصص للهجرة النسوية في البلدان العربية المستقطبة للمهاجرات". وفي ورقة حول الهجرات، يقول المسؤولون عن مجلس الجالية المغربية بالخارج إن الهجرة المغربية إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء بدأت في القرن التاسع عشر، وشهد القرن العشرون بروز وجهات جديدة، حيث استقر المغاربة، أيضا، بالكوت ديفوار، والغابون وغينيا، وجنوب إفريقيا، كما تنوعت الهجرة المغربية، أيضا، وظهرت بها مكونات جديدة من بينها النساء والطلبة والمستثمرون. ويقدر عدد أفراد الجالية المغربية بدول إفريقيا جنوب الصحراء، حسب المصدر نفسه، بحوالي 10 آلاف شخص، وهو ما يمثل 0.17 في المائة من مغاربة العالم، مع معدل تأنيث تصل نسبته إلى 34.66 في المائة. ويستقر هؤلاء المهاجرون والمهاجرات بكل من السينغال والكوت ديفوار ومالي والكاميرون والغابون وغينيا وجنوب إفريقيا والبنين وبوركينافاسو. وأضاف المصدر ذاته أن هجرة النساء المغربيات بدأت تتجه أكثر فأكثر إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء بشكل مستقل بحثا عن تحسين ظروفهن الاقتصادية. وعرفت هذه الهجرة النسائية تحولات عميقة أهمها التجذر في هذه الدول وارتفاع نسبهن، منهن سيدات نجحن بشكل لامع في الاندماج الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي في هذه الدول، وأخريات وجدن أنفسهن في وضعيات صعبة لا تمكنهن من الاستفادة حتى من حقوقهن. من أجل التمكن من الإجابة عن هذه الإشكاليات المتنوعة، يضيف المصدر نفسه "ملتقى دكار الذي تنظمه مجموعة العمل يهدف إلى توضيح الخطوات العملية التي يجب على المغرب ودول الاستقبال تطبيقها من أجل استجابة أفضل، سواء بشكل فردي أو جماعي، للحقوق الأساسية للمهاجرات المغربيات بحضور العديد من المسؤولين العموميين والفاعلين الجمعويين، وكذا باحثين ومتخصصين في المجال القانوني والسياسي والاجتماعي، من أجل الإحاطة العلمية حول إسهام النساء المغربيات في الهجرة جنوب-جنوب".