عبر المخرج والممثل المغربي عن رغبته في بناء مدرسة خاصة بالتمثيل والإخراج للمساهمة في تحسين المنتوج السينمائي المغربي. وأشار في حوار ل"المغربية" إلى أن السينما المغربية مازالت تعيش العديد من المشاكل لعل أهمها معضلة قلة القاعات. وفي هذا السياق طالب الروخ بضرورة دعم القاعات السينمائية لإنقاذها من شبح الإغلاق، وتشييد قاعات القرب وتعميمها على كل المدن المغربية صغيرة كانت أم كبيرة، إذ لا يعقل أن تظل مدنا مثل أكادير والجديدة دون قاعات سينمائية. كما لا يعقل أن ننتج أفلاما لا نجد مكانا لعرضها. ما هي أسباب غيابك عن بعض الأعمال الرمضانية واكتفائك بالمشاركة في سلسلة "بنات للا منانة" فقط؟ خلال شهر رمضان كانت لدي أعمال أخرى منها فيلم تلفزيوني بعنوان "بوغابة" من إخراجي وتمثيلي، الأمر الذي استنزف حيزا كبيرا من وقتي، سعيا مني إلى تقديم منتوج تلفزيوني في حلة سينمائية يعتمد على المشاهد أكثر من الحوار، زيادة على تصويري حلقات "بنات للا منانة" في مناطق مختلفة من المملكة، ما يتطلب وقتا كبيرا، وفي اعتقادي الاكتفاء بعملين من هذا الوزن خلال شهر رمضان هو الأنسب والأكثر إيجابية كما أنني قمت خلال الشهر نفسه بجولة لمسرحيتي "باب الوزير". على ذكر المسرح ما سر عودة إدريس الروخ إلى الخشبة؟ قد أغيب عن خشبة المسرح لسنوات، لكنني دائما أعود لتقديم الجديد، فأنا ابن الركح وهذا شرف لي. من المعروف على رجال الدرك الملكي الصرامة، الشيء الذي لم يظهر في شخصية "كمال" التي جسدتها في سلسلة "بنات للا منانة"؟ بالعكس، رجال الدرك الملكي أناس بسطاء يمتازون بإحساس رقيق، إضافة إلى امتلاكهم أسس العمل الاحترافي وضبط الأمن، كما أن أدائي لهذا الدور جاء بعد دراسة عميقة لشخصية الدركي، ما دفعني إلى تصويرها بشكل مختلف عن الصورة الظاهرية التي يعرفها العموم، فانشغالي على هذا الدور كان من الجانب العاطفي لهذه الشخصية أكثر من الجانب الوظيفي. هل هذه الجزئيات الدقيقة جعلتك تستفيد من دورك في المسلسل؟ من خلال شخصية كمال وتعاملي مع باقي فنانات هذا العمل تأكدت من أن العفوية والصدق في الإحساس، يقربان الممثل من المشاهد أكثر. ما هو جديد إدريس الروخ؟ هناك العديد من الأعمال، منها فيلم مغربي بعنوان "الخونة"، الذي سيتم عرضه الأول بمهرجان البندقية، زيادة على عمل آخر بعنوان "العجل الذهبي"، من إخراج الحسن الغزولي، كما أستعد لتصوير مجموعة من الأفلام من بينها "مستر دلاس"، وبعض المسلسلات، وأعمال متنوعة. ما هي طبيعة الأدوار التي ستلعبها في هذه الأعمال؟ أحرص دائما على تقديم أدوار متميزة ومهمة، كما أن اختياري للأدوار يتم بشكل دقيق، مبني على انتقاء ما سيضيف إلى مساري الفني، بعيدا عن التفكير فيما إذا كانت هذه الأدوار رئيسية أم ثانوية. وأرتاح أكثر لتجسيد الشخصيات البسيطة لقربها من المشاهد. تعرضت أخيرا للعديد من الانتقادات بسبب تجسيدك أدوارا لم ترق إلى المستوى المطلوب، ما تعليقك على ذلك؟ رغم حرصي على أن أكون في المستوى المطلوب، وقعت في اختيارات خاطئة، جسدت أدوارا راقتني كثيرا، لكنها لم تعجبني حين شاهدتها، ومع ذلك يبقى الحكم الأخير للمشاهد. ما الذي تغير في إدريس الروخ بعد الشهرة؟ لا شيء لأن حياتي مبنية على البساطة، منذ صغري، حين كانت وسائل الترفيه منعدمة وغير متوفرة، كنت ممن يلعبون بالتراب والحجارة، وإلى يومنا هذا مازالت البساطة هي الطاغية على حياتي، فأنا لا أهتم بالأضواء ولا بالبساط الأحمر ولا بغيرها من مظاهر الشهرة. كيف تقضي حياتك اليومية ؟ أقضي معظم وقتي مع العائلة، خصوصا ابنتي الصغيرة، وأمام مواقع الإنترنيت للبحث عن الجديد في كل المجالات، كما أحرص على الجلوس مع الأصدقاء لمناقشة مواضيع مهم مفيدة. كيف تتعامل مع جمهورك في الشارع؟ خلال تجولي لا أجد أي مشكل بسبب المعجبين، لأنني أرد التحية على كل من يحييني، ولم أواجه يوما أي مشكلة مع أي كان. ما هو هدفك في حياة؟ هدفي في الحياة هو بناء مدرسة خاصة بالتمثيل والإخراج، تكوين ممثلين ومخرجين أكفاء ولديهم الخبرة الكافية لصنع فيلم تتوفر فيه كل مقومات النجاح. كيف ترى ا واقع السينما في المغرب؟ لا يعقل انأ ننتج أفلاما في ظل غياب قاعات كافية لعرضها، ومن هذا المنبر ألتمس من المسؤولين الاهتمام بالقاعات السينمائية عبر إعادة ترميمها وإنقاذها من شبح الإفلاس من خلال دعمها ماديا، بالإضافة إلى إنشاء قاعات القرب وتعميمها على كل المدن المغربية صغيرة كانت أم كبيرة، إذ لا يعقل أن تظل مدنا مثل أكادير والجديدة دون قاعات سينمائية.