أعطيت، أول أمس الثلاثاء، انطلاقة أشغال إعادة بناء مقر الزاوية التيجانية بمدينة قلعة السراغنة، والمسجد العتيق بالجماعة القروية لوناسدا، اللذين رصدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لإنجازهما غلافا ماليا قدر ب14 مليون درهم. وبالمناسبة، اطلع محمد نجيب بن الشيخ، عامل الإقليم، بحضور رئيس المجلس العلمي، حسن العدوي، والمنتخبين المحليين، ورؤساء المصالح الخارجية، على الشروح والبيانات المتعلقة بالمشروعين المذكورين، اللذين سيعززان مكانة قلعة السراغنة كمنارة للعلم والعلماء منذ أقدم العصور، إذ شكلت عبر التاريخ بزواياها ومدارسها العتيقة وأوليائها الصالحين، قبلة لحفظة القرآن وطالبي التبحر في علوم الدين. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مقدم الزاوية، الشيخ النظيفي، أن تاريخ تأسيس مقر الزاوية التيجانية بقلعة السراغنة يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر، في عهد السلطان مولاي حفيظ، ولعبت دورا إشعاعيا في نشر تعاليم العقيدة الإسلامية السمحاء، وترسيخ قواعد وأصول الشريعة لدى روادها المنتشرين في كل بقاع العالم اليوم، حيث أصبحوا سفراء يمثلون بلدهم في الخارج أحسن تمثيل، سواء في ما يتعلق بالهوية الدينية والثقافية أو في ما يتعلق بالدفاع عن الوحدة الوطنية، أو بالاعتدال الذي يسر لهم مسألة الاندماج في مجتمعات بلدان الاستقبال. وأضاف أن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بادرت مشكورة إلى إعادة بناء هذه المعلمة التاريخية، قصد إحياء تراثها المجيد، حتى تواصل الزاوية دورها الريادي في التربية والتعليم والتأطير الديني، الذي يقوم على الوسطية والاعتدال وإقامة الملتقيات الدينية، إسهاما في الحفاظ على التراث الديني الأصيل وفق الطريقة التيجانية. وسيتم إنجاز مقر الزاوية الواقعة وسط أحد الأحياء العتيقة للمدينة على مساحة 615 مترا مربعا وتتكون من طابقين يحتويان على مجموعة من المرافق الإدارية والاجتماعية، وتستغرق أشغال البناء 12 شهرا. وبالجماعة القروية لوناسدا سيتم تشييد معلمة دينية كبرى على مساحة إجمالية تقدر ب6800 متر مربع، على أنقاض المسجد العتيق للجماعة الذي كان مهددا بالانهيار، والذي يندرج ضمن البرنامج الوطني لإعادة بناء سلسلة من المساجد العتيقة في عدد من مناطق المملكة.وخصصت الوزارة الوصية لهذا المشروع، الذي تتولى وزارة التجهيز والنقل متابعة مختلف مراحل إنجازه، 8,7 ملايين درهم، وسيقام المسجد على مساحة تبلغ 1285 مترا مربعا، وسيسع نحو 2500 من المصلين وسيحتوي على جناح مخصص للنساء وقاعات لمحو الأمية وكتاب قرآني، وخزانة ودكاكين تجارية وفضاءات للنزهة ومرافق أخرى.