أكد يوسف العمراني، الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، اليوم الثلاثاء بالرباط ، أن المغرب وفرنسا عازمان على مواصلة تطوير تعاونهما الثنائي وتكثيف مشاوراتهما في الملف المتوسطي. وأشاد العمراني خلال لقاء صحفي عقب مباحثاته مع رئيس لجنة الشؤون الأوروبية بمجلس الشيوخ الفرنسي، سيمون سيتور، الذي يقوم بزيارة عمل للمملكة، بنموذج الشراكة الاستراتيجية الناجحة بين المغرب وفرنسا، والتي تستمد قوتها يوميا من العلاقات العريقة التي تجمع البلدين، ومن الحوار السياسي الذي يتعزز باستمرار ومن البعدين الاقتصادي والإنساني القويين. وأضاف أن "هذا النموذج يتجلى بالأساس في جودة الحوار السياسي المنتظم بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند". وأبرز الوزير أن الطابع المتميز والعميق للعلاقات الثنائية بين البلدين يتجلى أيضا في الدينامية المتجددة باستمرار على مستوى تبادل الزيارات البرلمانية، والتي تشكل رافعة أساسية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا. ونوه ، في هذا الصدد، بالملتقى البرلماني المغربي الفرنسي الأول الذي سيتم عقده خلال الفترة المقبلة والذي سيشكل مناسبة أخرى للتأكيد مجددا على العلاقات الثنائية الممتازة ، ولفتح آفاق واعدة لإثراء التعاون البرلماني. وسلط السيد العمراني الضوء بشكل خاص على الدعم الثابت لفرنسا في قضية الصحراء المغربية، وكذا على مستوى التقارب المستمر بين المملكة والاتحاد الأوروبي في إطار الوضع المتقدم. وأشار إلى أن البلدين مدعوان، بشكل مستمر وعلى النحو الأمثل، إلى تثمين الإنجازات العديدة لشراكتهما، وإيلاء اهتمام خاص بمجالات خلاقة، والتعاطي في الآن ذاته مع ما تفرضه الظرفية السوسيو الاقتصادية الصعبة في أوروبا ومتطلبات النموذج التنموي المغربي، الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس. وأكد على الحاجة إلى تسريع وتيرة إنجازات الشراكة بين المغرب وفرنسا، وأخذ الواقع المغربي بعين الاعتبار بهدف الاستجابة لمتطلبات المشروع المغربي حول المجتمع الحداثي، الذي يقوده جلالة الملك، خاصة في المجالات الاقتصادية والثقافة والتعليم والتكوين . وبحسب الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، فإنه ينبغي تعزيز كافة ركائز العلاقات الثنائية لدعم المملكة في أوراشها ذات الأولوية، من قبيل التعليم والتكوين، وهي الأولوية التي حددها جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي إلى الأمة بمناسبة الذكرى 60 لثورة الملك والشعب المجيدة. من جهة أخرى، استغل العمراني الفرصة للتأكيد مجددا على الطابع الاستراتيجي للتقارب بين المغرب والاتحاد الأوروبي في إطار الوضع المتقدم، وتنفيذ خارطة الطريق التي حددها جلالة الملك في رسالته بمناسبة انعقاد ندوة سفراء جلالة الملك. واعتبر أن الخطوة المقبلة لهذا التقارب ستتمحور حول توسيع نطاق عمل الشراكة الثنائية، كما يشهد على ذلك إطلاق مفاوضات عميقة وشاملة حول اتفاق التبادل الحر، والتوقيع مؤخرا على بروتوكول جديد في مجال الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، أوضح العمراني أن المغرب وأوروبا مطالبان بمضاعفة جهودهما وتعزيز عملهما بهدف إنجاح الوضع المتقدم، الذي يشكل مصدر إلهام إيجابي بالنسبة للمنطقة بأكملها، المعرضة لتغيرات وتقلبات عميقة. وأضاف العمراني أن المغرب وفرنسا عرفا كيف يطوران رؤية مشتركة وإطلاق مقاربات ثنائية حول عدد من القضايا الدولية، وساعدهما في ذلك ارتباطهما الوثيق بمبادئ الحوار والسلام والأمن. وأبرز أن اتخاذ مبادرات مشتركة على مستوى الهيئات الإقليمية والدولية، لاسيما على مستوى الاتحاد من أجل المتوسط، يشهد على قدرة المغرب وفرنسا على البروز وعلى التفاعل مع واقع الفضاء المتوسطي وإمكاناته. من جانبه، وصف سيمون يوتور مباحثاته مع السيد العمراني بأنها كانت "خصبة ومكثفة وقوية بشكل خاص"، مبرزا الشراكة المتميزة بين المغرب والاتحاد الأوروبي وكذا أهمية "السير قدما بشكل أبعد في إطار الوضع المتقدم الممنوح للمغرب".وبخصوص العلاقات مع الضفة الجنوبية للمتوسط، أكد رئيس لجنة العلاقات الأوروبية بمجلس الشيوخ الفرنسي أن بلاده "ترغب في أن تكون في مقدمة المدافعين عن الشراكة الأورومتوسطية وعن تعزيزها".