انطلق، أمس الأربعاء، بالعاصمة الهولندية، الحفل الرسمي الذي يدشن للاحتفالات بالذكرى المائوية لقصر السلام بلاهاي، بمشاركة ممثلي العديد من البلدان، من بينها المغرب. قصر السلام في لاهاي افتتح الحفل الرسمي لهذا الحدث المنظم تحت شعار"بناء مستقبل العدالة الدولية"، بحضور ملك هولندا وليم ألكسندر، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس الوزراء الهولاندي مارك روتا، إلى جانب ممثلي العديد من البلدان الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة ومنظمات دولية. ويمثل وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، المغرب في هذا الحدث الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 21 شتنبر المقبل (يصادف اليوم العالمي للسلام) من خلال سلسلة من الأنشطة، منها على الخصوص حفل غنائي من أجل سلام وسباق السلام. وسيشارك العثماني في المؤتمر الوزاري المرتقب عقده حول تحسين التسوية السلمية للنزاعات بين البلدان. وقال بان كي مون في افتتاح الحفل الرسمي، إن قصر السلام أصبح "نقطة ارتكاز للعدالة الدولية". وحسب المنظمين، فإنه منذ أن فتح قصر السلام أبوابه في لاهاي "أصبح رمزا عالميا للسلام والعدالة. وفي كل يوم يعمل آلاف الأشخاص في هذا المبنى ومحيطه من أجل عالم أكثر أمنا وأكثر عدالة، ضمن 160 منظمة دولية منها محكمة العدل الدولية والمحكمة الدائمة للتحكيم". وأبرز برنارد بوت، رئيس مؤسسة كارنيجي (مالكة ومسيرة قصر السلام)، أن الاحتفال بالذكرى المائوية يجب أن لا يقتصر على إبراز الإنجازات التي جرى تحقيقها على مدى قرن من الزمان، لأن المهم هو "مواصلة العمل من أجل عالم أفضل، حيث يجري إيجاد حلول سلمية للنزاعات". وأضاف أنه يتعين على "الكبار في هذا العالم والقضاة والدبلوماسيين والطلبة الاستمرار مستقبلا في الحضور إلى لاهاي، وفي قصر السلام للتحاور والعمل معا من أجل عالم يسوده السلام والعدل". يشار إلى أنه جرى افتتاح قصر السلام في لاهاي رسميا يوم 28 غشت 1913، وأصبح منذ ذلك الحين بمثابة المركز الدولي للسلام والقانون، حيث يضم المحكمة الدائمة للتحكيم ومحكمة العدل الدولية والمكتبة وأكاديمية لاهاي للقانون الدولي.