إذا كانت مجموعة "ناس الغيوان" أخذت ما يكفي من العناية والتتبع، فإن مجموعات أخرى ظهرت في الفترة نفسها، ونجحت بدورها في إحداث ثورة غنائية حقيقية، والتي كان وراء تأسيسها أسماء فنية لم تأخذ حقها من الاهتمام الإعلامي مثل الأخوين محمد وحميد الباهيري، اللذين كانا وراء تأسيس مجموعات غيوانية مثل "طيور الغربة" و"المشاهب" و"لجواد" و"بنات الغيوان". الحلقة 25 عن سبب تسمية المجموعة ب"بنات الغيوان" يقول محمد الباهيري، السبب هو علاقتنا الجيدة بمجموعة "ناس الغيوان" وكل أعضائها عمر السيد، والعربي باطما، وعبد العزيز الطاهريي ومحمود السعدي، وباكو، والأسطوة بوجميع الذي اختار اسم (لجواد) للمجموعة وساندها في بدايتها، مشيرا إلى أنه مازال يحتفظ ب"دعدوع" الراحل في مقر نادي مجموعة "بنات الغيوان". يضيف محمد الباهيري جمعتني ببوجميع علاقة صداقة قوية فأثناء وفاة الراحل كنا في جولة فنية بهولندا، وعند وصولنا مطار الدارالبيضاء نزل علينا الخبر مثل الصاعقة، لم نصدق الأمر في البداية لأن علاقتنا بالراحل كانت قوية ومستمرة، تقبلنا خبر الوفاة بصعوبة ودخلنا في حزن شديد على هذا العملاق، الذي جمع بين عمق الكلمة وعمق الشخصية، لقد كانت الابتسامة لا تفارق محياه، كان ودودا إلى أبعد الحدود ومحبا للفن حد الجنون. وارتباط المجموعة الروحي بمجموعة "ناس الغيوان" لا يعني أنها كانت تعيد أداء مجموعة أغاني "ناس الغيوان" فقط بل تميزت "بنات الغيوان" بأداء أغنيها الخاصة التي كتبها ولحنها الأخوان الباهيري وحققت نجاحا واسعا وكانت المجموعة من أوائل من تغنوا بمدينة الدارالبيضاء في أغنية تقول كلمتها صباح الخير يا حبيبتي الدارالبيضا مدينتي انت فعار الله وانت يا ولية يا للا شحال من مآسي حاملة وشحال تقاسي من عذاب على البراني قابلة وتقولي مرحبا بالحباب انت قوت الطبقة العاملة ..... منذ ظهورها سنة 1986 كسبت مجموعة "بنات الغيوان" تجاوبا كبيرا، وحظيت باستقبال رائع من قبل الجماهير وأحيت العديد من الحفلات الناجحة بكل المدن الغربية تقريبا كما قامت بجولات دولية تكللت بالنجاح، أيضا، وأكسبتها شهرة دولية واسعة. ولم يكن نجاح المجموعة صدفة وإنما بفضل الجهود التي بذلها الأخوان الباهيري وعضوات المجموعة اللواتي كن على دراية واسعة بالموسيقى، سواء من خلال دراستهن لفن الموشحات والملحون، أو من خلال عشقهن للأغنية الغيوانية التي كن يجدن فيها أنفسهن. ورغم ما حققته المجموعة من نجاحات إلا أنها لم تستطع الصمود بطبيعة تركيبتها التي تضم فتيات، إذ كان أول عائق يواجه المجموعة مشكل الانسحابات المتكررة لعضو من الأعضاء نتيجة ظروفها العائلية أو الارتباط بشريك حياتها. الأمر الذي أرهق الأخوين الباهيري كثيرا، خاصة مع صعوبة إيجاد الخلف المناسب الذي بإمكانه ليس فقط سد الفراغ، لكن الحفاظ على توهج المجموعة والدفع بها إلى تقديم ما هو أفضل. علما أن "بنات الغيوان" ظهرت بمستوى متميز وكان من الضروري الاستمرار بالمستوى نفسه.