اللاعب المهدي استجاب بتلقائية لدعوتنا، فتح لنا باب أرشيفه المتواضع، ومن خلال هذه الأوراق يحكي لمن يجهل اسمه أغلى ذكرياته. الحلقة الرابعة ضمن المهدي ملوك رسميته داخل تشكيلة الطاس، وظل على مدى خمسة مواسم من الأعمدة الرئيسية التي تتحمل ثقل المباريات، والأكثر من ذلك أنه كان مرتاحا، ولم يعان من أي إشكال مع المدرب العربي الزاولي، وفي هذا الإطار يقول "كان كل شيء يسير على ما يرام، وكنا نحصل بانتظام على المنح المالية، حسب النتائج التي نحققها، وحسب المداخيل، وعموما كانت منح الفوز تبدأ من 300 درهم وتصل أحيانا إلى الضعف (600 درهم)".$ مكث المهدي مع الطاس خمسة مواسم متتالية، 73 74 و74 75 و75 76 و76 77 و77 78، وجميعها بالقسم الوطني الأول، ويتذكر المهدي أفضل هذه المواسم، ويقول "كان الموسم الرياضي 75 76 هو الأجود على الإطلاق، لأننا ظهرنا فيه بصورة جيدة، ومن بين الأسماء التي لعبت معها وقتها، قاسمي، وعبد الخالق، وبؤسا، والغزواني 2، بالإضافة إلى العناصر القديمة، وأنهينا المنافسات في وسط الترتيب العام". في الموسم الأول احتل الطاس المركز الثامن بمجموع 59 نقطة، على بعد 7 نقاط فقط عن رجاء بني ملال، الذي فاز بلقب البطولة الوطنية، وفي الثاني حافظ على الترتيب نفسه برصيد 61 نقطة، ومرة أخرى بفارق 7 نقاط عن فريق مولودية وجدة، الذي أحرز اللقب، ثم أيضا المركز الثامن في الموسم الثالث، الذي اعتبره المهدي الأفضل، بمجموع 60 نقطة، على بعد 13 نقطة كاملة عن الوداد، بطل الموسم، وفي الرابع تراجع إلى المركز 13 برصيد 57 نقطة، مبتعدا ب 12 نقطة عن الوداد، الذي أحرز اللقب للمرة الثانية على التوالي، وأخيرا في موسم 77-78 اكتفى الطاس بالمركز 15 برصيد 55 نقطة، جنبا إلى جنب مع نهضة سطات، لكن مع امتياز للأخير بفارق الأهداف، وبالتالي غادر فريق الحي المحمدي أندية الصفوة والتحق بالقسم الثاني، الذي قضى 12 موسما بالتمام والكمال، قبل أن يعود مجددا في الموسم الرياضي 90-91. ويضيف المهدي "خلال موسم 75-76 تأهلنا إلى ربع نهائي كأس العرش، لكن قبل مواجهة الفتح الرباطي التحقت بالمنتخب الوطني الذي توجه وقتها إلى إثيوبيا للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم. وأتذكر أن فريقي انهزم أمام الفتح بالرباط بهدف دون رد". كان المهدي يحلم بإحراز أحد الألقاب مع فريق الطاس، غير أن ذلك لم يكن ممكنا على حد تعبيره "كانت الفرق التي تلعب بالقسم الأول كلها قوية، وكان من الصعب جدا الصمود في وجه منافسين من حجم الوداد، والرجاء، والجيش، والكوكب، والمغرب الفاسي، ولذلك نلعب نحن دائما دور المنشط فقط". وبعد التتويج الإفريقي، لعب المهدي موسما واحدا فقط مع الطاس، ليحزم حقائبه في اتجاه الجيران، وبالضبط الرجاء. وعن هذه المحطة يقول اللاعب المهدي "اتصل أحد المسؤولين من فريق الرجاء بالمدرب العربي الزاولي، وطلب منه السماح لي باللعب للفريق الأخضر. دعاني المدرب الزاولي وسألني إن كنت أقبل اللعب مع فريق الرجاء. لم أتردد لحظة في قبول العرض، فجرى الاتفاق، وانتقلت صوب وجهتي الجديدة". ويواصل المهدي "لا أعرف التفاصيل الكاملة للصفقة، لأن المدرب الزاولي هو الذي تفاوض مع مسؤولي الرجاء، إلا أنني أذكر أنني حصلت على مبلغ 20 ألف درهم، وانتقلت للعب إلى جوار مجموعة من الأسماء الكبيرة، مثل مخلص، وأيت الرامي، وفاخر، وظلمي، والأندلسي، والعرابي، وامجيد، وعبد الرزاق، وبتي عمر، وغاندي، وآخرون رفقة المدرب أوروتز". في الحلقة المقبلة فترة ذهبية مع الرجاء دون تتويج