افتتحت، مساء أول أمس الأربعاء، بقصر البديع التاريخي بمدينة مراكش، الدورة الثامنة والأربعين من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، بسهرة فنية أبدعت من خلالها حوالي 21 فرقة فلكلورية، تمثل مختلف الأقاليم المغربية، بعطائها الموسيقي والاستعراضي. وأهم ما ميز دورة هذه السنة، مشاركة الفنانة المغربية زينب سمايكي، من أجل تكريم فنانات أثرن إعجاب وأحلام أجيال من الجماهير، بأدائهن وأناقتهن وعطورهن وألوانهن ورقصاتهن الجماعية ذات الإيقاع المتوازن. وكانت أقوى لحظات المهرجان، المنظم من طرف مؤسسة مهرجانات مراكش، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، على مدى خمسة أيام، عرض فني لفرقة عبيدات الرمى القادمة من مدينة خريبكة، التي قدمت وصلات من هذا الفن الشعبي الذي يزخر به المغرب، والذي يتسم بأصالته وجماليته. وقدمت عناصر الفرقة سهرة فنية مميزة حركت جنبات فضاء قصر البديع، تفاعل معها الجمهور المراكشي بالتصفيقات، تعبيرا عن الأداء الجيد للمجموعة. واستمتع الجمهور في قصر البديع الأثري بإيقاعات وأنغام محكمة التنظيم بحركات جماعية تستعمل حركات الساق، وأصوات نسائية ترد على الرجال مع إنشاد شعري متناسق ورقص متموج، وفنانين يحملون البندقيات بأيديهم ويرقصون على أصوات الطبول والمزامير، ورقصات تشكل جزءا من طقوس الزفاف وحركات رائعة ومتوافقة مع الشعر المتغنى به بأصوات نابعة من الجبال، تؤديها الفرق التراثية المشاركة في لوحات فنية جميلة. ويتضمن برنامج دورة 2013، التي تتمحور حول موضوع "المرأة والفنون الشعبية"، بالنظر إلى الدور الكبير الذي لعبته المرأة المغربية وسط الفنون والتقاليد الشعبية، أهازيج ورقصات من مختلف مناطق المغرب. ويسعى المهرجان الوطني للفنون الشعبية إلى الاحتفال بتنوع التعبيرات الثقافية والفنية المقدمة على صعيد التراب المغربي، مع تثمين وإنعاش هذا الموروث الوطني الغني. وقال كريم العشاق، مدير مؤسسة مهرجانات مراكش، إن تأثير العمران والعولمة مس بعمق المجتمع المغربي وأضعف الفنون الشعبية إلى درجة تهدد استمراريتها. وأضاف العشاق، في تصريح صحفي، أن المهرجان يسعى إلى مسايرة الديناميات الثقافية الجديدة والحركات الفنية المنافسة، مع حفظ وإعادة تثمين الفنون الشعبية والتقليدية وإنعاشها، عن طريق توفير فضاءات تحتضنها وتمنح موسيقاها ورقصاتها ومهنها الفنية ومنتجاتها المحلية فرصة للتعبير واللقاء والتفاعل.