أجرى الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، أول أمس الاثنين، بالرباط، مباحثات مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط، بيرناردينو ليون. وأشاد العمراني، خلال هذا اللقاء، بالعلاقات الاستثنائية التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي تعكسها إرادة استراتيجية مشتركة محفزة على بروز فضاء للقيم المشتركة ومجال اقتصادي مشترك مغربي- أوروبي، في إطار الوضع المتقدم الذي يجمع الطرفين. وذكر العمراني بالمراحل المصيرية التي تم اجتيازها من أجل إقرار الوضع المتقدم على المستويات السياسية والاقتصادية والإنسانية، مؤكدا أن المغرب، القوي بنجاح الإصلاحات الكبرى التي أقدم عليها تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، سيواصل العمل على إغناء وتطوير شراكته مع الاتحاد الأوروبي على أساس نظرة موحدة ومصالح مشتركة. وأبرز في هذا الإطار، أن الخطوات الملموسة التي قام بها المغرب ساهمت في بناء علاقة غنية ومتفردة مع الاتحاد الأوروبي، مما جعل من المغرب اليوم البلد الأكثر تقدما في إطار السياسة الأوروبية للجوار، مشددا على أن الجانبين مدعوان إلى تكثيف تعاونهما من أجل التحفيز على بروز نموذج للشراكة يحتذى، قادر على أن يشكل قوة محركة بالنسبة لدول جنوب المتوسط. من جهته، اعتبر ممثل الاتحاد الأوروبي أنه في ظل الأزمة الحالية، تحتاج المنطقة أكثر من أي وقت مضى للمغرب، البلد الذي باشر مسلسل إصلاحات مهمة، مشيرا إلى أن المملكة تعتبر شريكا "استثنائيا" بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأكد في هذا الاتجاه ضرورة الدفع أكثر بالشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي بالنظر للوضعية الصعبة التي تجتازها المنطقة حاليا. وأشاد الجانبان من جهة أخرى، بتطابق وجهات النظر بشأن ضرورة مواكبة ودعم دول المنطقة التي تعيش مرحلة انتقالية، من خلال الارتكاز على البعد الإقليمي للسياسة الأوروبية للجوار من أجل رفع التحديات المشتركة المتمثلة في السلم والاستقرار والأمن والازدهار المشترك. في هذا الإطار، شدد العمراني على أن الاستقرار الإقليمي يكتسي طابعا استراتيجيا بالنسبة لمجموع دول المنطقة، مؤكدا أن الاندماج الإقليمي يشكل مقاربة براغماتية وواعدة كفيلة بالاستجابة للرهانات المتعددة للمنطقة. وقال، بهذا الخصوص، إن الاتحاد الأوروبي مدعو أكثر للعمل مع دول المغرب الكبير الخمس، للتحفيز على إرساء أسس نظام مغاربي جديد، قادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة لشعوب المنطقة. تجدر الإشارة إلى أن بيرناردينو ليون يمثل كاثرين أشتون الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في أشغال الندوة الثانية للمبادرة المغربية الإسبانية لدعم الوساطة في المتوسط المنعقدة، أول أمس الاثنين وأمس الثلاثاء، بالرباط.