أعدت مجموعة بحث ودراسات حول الساحل والصحراء، بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، أرضية من أجل إدماج الثقافة الحسانية في المقررات الدراسية. وتتضمن هذه الأرضية، التي قدمت أول أمس الخميس بالرباط، في يوم دراسي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اقتراحات ترمي إلى وضع إطار بيداغوجي، يأخذ بعين الاعتبار تناقل الموروث الثقافي الحساني بين الأجيال، وإدماجه في صلب العملية التعليمية داخل الأسرة والمدرسة، والعمل على إدراج الحسانية كثقافة في المناهج التعليمية الخاصة بالأقاليم الصحراوية، في إطار تفعيل جهوية البرامج المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين. وقال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الجلسة الافتتاحية، إن "مبادرة المجلس تنطلق من ضرورة التسريع بتفعيل مقتضيات ميثاق التربية والتكوين في ما يتعلق بجهوية برامج التعليم، وما يخص الثقافة الحسانية في الأقاليم الصحراوية، على ضوء الدستور، الذي ينص على أن الثقافة الحسانية مكون من مكونات التعبيرات الثقافية المغربية، ورافدا أصيلا للهوية المغربية". وأكد اليزمي أنه لا يمكن حصر إحياء الثقافة الحسانية وموروثها بعرضها في المهرجانات أو عرض بعض أدواتها في المتاحف، لأنها قبل أن تكون موروثا ينتمي إلى الماضي، فهي أحد مقومات الشخصية الصحراوية. وأضاف رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن المحافظة على الثقافة الحسانية يتطلب "إرادة سياسية قوية، في إطار مشروع وطني شامل، يهدف إلى الاهتمام بالثقافات المحلية دون عقدة أو حذر، ويؤسس لمشروع حداثي ديمقراطي"، مبرزا أن أي مجتمع هو قوي بغنى وثراء وتعدد ثقافاته، وأن القافات المحلية والوطنية بإمكانها المساهمة في بناء وتأسيس وتشييد ثقافة عالمية، بديلة عن العولمة الثقافية التجارية السائدة. وأفاد اليزمي أن المجلس اختار الانطلاق من مشروع نابع من تجربة مؤطرين ورجال تربية، منتمين إلى فضاء الثقافة الحسانية، يملكون مؤهلات أكاديمية وتجربة تربوية، تمكنهم من وضع لبنات مؤسسة لمشروع إدماج الثقافة الحسانية في البرامج الدراسية الخاصة بالأقاليم الصحراوية. من جهته، قال عبد العزيز فعراس، الذي يترأس مجموعة البحث والدراسات حول الساحل والصحراء، إن الغاية الأساسية من إدماج الثقافة الحسانية في المقررات الدراسية هي إرساء دعائم الجهوية في المنطقة، وتنمية الاعتزاز بمختلف مكونات الهوية الحضارية والثقافية الوطنية، وتأهيل الحسانية لتساهم في التنمية المحلية.