في المغرب 43 منطقة رطبة برية يبلغ مجموع مساحتها 35 ألف هكتار، من بينها 11 موقعاً ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية. وفيه، أيضاً، 28 منطقة رطبة ساحلية تبلغ مساحتها الإجمالية 205 آلاف هكتار. محمية سيدي بو غابة (خاص) تعد محمية سيدي بوغابة، التي تبعد عن العاصمة الرباط 30 كيلومتراً، إحدى أكبر المناطق الرطبة في البلاد. وهي من أبرز المواقع ذات الأهمية البيولوجية، تميزها غابة وبحيرة فريدتان. على ضفاف بحيرة سيدي بوغابة تمتد غابة جليلة عمرها مليونا سنة، تعود إلى العصر الجيولوجي الرابع. تُرى من بعيد شامخة مكسوة باخضرار شجر العرعار الأحمر والزيتون البري والدوم والرطم. تحفها مروج خضراء، وتنتشر في حناياها نباتات السمار والأسل والقصب والبردي والسوسن الأصفر والدرو والحيار والثوم البري والنرجس وعنب الديب وغيرها. تمتد المحمية على مساحة 650 هكتاراً، وتحوي ما يناهز 210 أنواع من الأشجار والنباتات، جلها متأقلمة للعيش داخل الماء أو في التربة الكثيرة الرطوبة، مقاومة للحرارة الموسمية. وتزخر المحمية بتنوع حيواني ثري، من ثدييات كالأرنب والفأر والقنية والسرعوب، إلى زواحف كالسلحفاة الإغريقية وسلحفاة المناقع والعظاءة المبقعة والحرباء، إلى ضفادع وحلزونيات وأنواع مختلفة من الفراشات. وتم تحديد أكثر من 140 نوعاً من اللافقريات في المحمية. بحيرة سيدي بوغابة آخر ما تبقى من البرك الطبيعية العذبة في الشمال الغربي الأطلسي للمغرب. تبلغ مساحتها 113 هكتاراً، وتستمد مياهها من المصادر الجوفية. وهي موطن لعدد كبير من الطيور المهاجرة بين أوروبا وإفريقيا. ويمكن فيها مشاهدة أكثر من 200 نوع من الطيور أثناء هجرتي الخريف والربيع، يعشش 30 نوعاً منها في المحمية، حيث يمكن مشاهدتها طيلة السنة. وأفاد المهندس عبدالسلام بو شفرة، الخبير البيئي في المحمية، أنه جرى تسجيل ما يزيد عن 205 أنواع من الطيور في أرجائها، منها 137 نوعاً تشاهد بصورة مستمرة مثل البط الأخضر العنق، والحذف الرخامي، والغرة القرناء، والدجاجة الزرقاء، وبومة المستنقعات الأفريقية، والنحام الوردي، ومالك الحزين الرمادي، والشنقب، والعقيب، وزمج الماء، والغطاس. ويتوقف 34 نوعاً في المحمية لقضاء فصل الشتاء، كالبط المغرف والصفار والحذق الشتوي. ويقضي 21 نوعاً فصل الصيف هناك، منها 13 نوعاً تتوالد في المحمية مثل أبو مغزل واليمامة وصقر اليونور، و8 أنواع لا تتوالد في المحمية كالنحام الوردي وأبو ملعقة الأبيض والنكات والبقويقة. أعلنت منطقة سيدي بوغابة محمية عام 1975، وصنفت عام 1980 ضمن قائمة «رامسار» للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية. وهي سميت هكذا نسبة إلى رجل صالح اسمه سيدي محمد بن عبدالله الملقب «بوغابة» إذ عاش مختلياً في هذه الغابة، وكان من المقاومين المشهورين للاستعمار.