توالت ردود الفعل الدولية، بعد الإعلان عن انتخاب المرشح المدعوم من الإصلاحيين حسن روحاني رئيسا لإيران، معربة عن استعدادها للتعاون معه، وعن الأمل في تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي، وموقفها من النزاع السوري. الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني (خاص) أعلن البيت الأبيض الأمريكي عن استعداده للتعاون مباشرة مع طهران، و"ذلك بهدف إيجاد حل دبلوماسي من شأنه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الإيراني" وفق بيان صادر عنه. ورغم اعتباره أن "الانتخابات شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الإعلام والإنترنت، في إطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمع" فقد أشاد البيت الأبيض ب"شجاعة الإيرانيين لإسماع صوتهم"، معربا عن أمله في "أن تأخذ الحكومة الإيرانيةالجديدة في الاعتبار إرادة الشعب وتقوم بخيارات مسؤولة تحمل مستقبلا أفضل لجميع الإيرانيين". من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في بيان إن روحاني تعهد مرارا، خلال حملته بإعادة الحريات لكل الإيرانيين وتعزيزها، وستكون أمامه فرصة خلال الأشهر المقبلة لتنفيذ وعوده للشعب الإيراني". وبدوره، بعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسالة تهنئة إلى روحاني، مؤكدا أنه "سيواصل حض إيران على لعب دور بناء في القضايا الإقليمية والدولية"، ومشيدا ب"نسبة المشاركة العالية" في التصويت والتي بلغت بحسب السلطات الإيرانية أكثر من 72 في المائة. كما أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن عزم الاتحاد على العمل مع الرئيس المنتخب حول الملف النووي لبلاده. من ناحيته، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، استعداد بلاده للعمل مع روحاني، خصوصا حول الملف النووي والأزمة في سوريا"، مشيدا ب"تطلع الشعب الإيراني، الذي لا يتزعزع إلى الديمقراطية". أما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب إلى "وضع إيران على سكة جديدة"، وخصوصا عبر "التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني، وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الإنسان". ورأى وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي من جهته في انتخاب روحاني تصويتا لصالح إجراء إصلاحات ولسياسة خارجية بناءة"، معربا في بيان مقتضب عن أمله في أن تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية". من جهتها، أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، عن أمل بلادها في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين إيران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني. بالمقابل، قللت وزارة الخارجية الإسرائيلية من دور الرئيس المنتخب، وقالت في بيان إن "البرنامج النووي لإيران يقرره المرشد الأعلى (للجمهورية الإسلامية) على خامنئي وليس الرئيس الإيراني"، مشيرة إلى أنه "سيستمر الحكم على إيران استنادا إلى أفعالها، في المجال النووي كما في مجال الإرهاب". وطالبتها بالتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي والكف عن نشر الإرهاب في العالم". عربيا، دعا الائتلاف الوطني السوري المعارض روحاني إلى "إصلاح" موقف بلاده التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وقال في بيان له إنه "يجد من واجبه أن يدعو الرئيس الإيراني الجديد إلى تدارك الأخطاء التي وقعت فيها القيادة الإيرانية، ويؤكد الأهمية القصوى لإصلاح الموقف الإيراني" من النزاع المستمر في سوريا. داخليا، رحب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي بانتخاب روحاني رئيسا جديدا لإيران، ودعا إلى التعاون معه لتحقيق التطلعات التي وعد بها في برنامجه الانتخابي، فيما احتفل الآلاف من أنصار الرئيس المنتخب بفوزه في شوارع العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى. وفي المقابل، نددت مريم رجوي رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة في المنفى بالانتخابات الرئاسية معتبرة أنها "مسرحية هزلية أنهيت بسرعة من الدورة الأولى خوفا من انتفاضة شعبية". وقالت رجوي في بيان نشر في باريس إن "مسرحية الانتخابات الرئاسية في نظام الملالي انتهت في أسرع وقت في الدورة الأولى بنسبة هزلية 72 في المائة، خوفا من الانتفاضة الشعبية".