انطلقت مساء أمس الجمعة بالدارالبيضاء أشغال الدورة الربيعية السادسة عشر للمجلس العلمي الأعلى الذي يعقد على مدى يومين بأمر من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس العلمي الأعلى. وشدد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف، في كلمة له خلال افتتاحه أشغال هذه الدورة، على الدور الهام الذي تضطلع به مؤسسة العلماء في النهوض بمسيرة الإصلاح، مشيرا في هذا السياق إلى أن "المغرب اليوم يصنع نموذجا جديدا يتحدث عنه الجميع، خاصة مع الملفات التي فتحها في جملة من القطاعات، وبالخصوص السياسية منها والاقتصادية والقضائية والاجتماعية". وقال يسف إن الغاية من هذا الاجتماع تتمثل في التأكيد على أنه من الواجب على العلماء أن ينهضوا بالرسالة الكبرى الموكولة إليهم في ما يخص حفظ وصيانة الأمن المعنوي للأمة وترسيخ الثوابت التي قامت عليها وورثتها عن أسلافها، بالتصدي لكل المحاولات الرامية إلى الإساءة إلى تدين الأمة والمس بأمنها الروحي. واعتبر الأمين العام للمجلس أن تدين المغاربة هو "تدين وسطي معتدل متحضر"، وعليه، يضيف يسف ، يتعين على مؤسسة العلماء أن تعمل على إبراز "الوجه الحضاري والمعتدل للإسلام كدين وسطية واعتدال، لا دين ترهيب وإرهاب". وفي ما يخص جدول أعمال اللقاء، أوضح أنه من أهم الملفات التي سيشتغل عليها أعضاء المجلس، ملف الأمن الروحي، والذي يبدأ من صيانة وحماية المساجد، إلى جانب ملف الإعلام من خلال العمل على بلورة خطة تمكن المؤسسة العلمية من "تقديم إعلام إسلامي نقي غير متحيز يخدم رسالة تهم المغاربة جميعا"، ومسألة الإفتاء وضوابطها، وملف إحياء التراث الإسلامي عبر لجنة تعكف على النظر في أهم المشاريع الفكرية التي تناولها السلف وتحقيقها وإعادة نشرها. ومن المنتظر أن تنكب لجان المجلس على دراسة القضايا المدرجة في جدول أعمالها، والمتمثلة أساسا، في عرض حصيلة نشاط المجلس، والمجالس العلمية المحلية برسم السنة المنصرمة، وتوصيات اللجان المتخصصة التابعة للمجلس، واقتراحاته قصد المصادقة عليها، علاوة على مختلف القضايا التي يعرضها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس على المجلس في كل دورة، والقضايا المقترحة من قبل أعضائه، والتي حظي تسجيلها ضمن جدول أعمال المجلس بالموافقة الملكية. ومن أجل بحث هذه النقط توزع أعضاء المجلس على ست لجان شملت الهيئة العلمية المكلفة بالإفتاء ولجنة إحياء التراث الإسلامي ولجنة دليل المؤسسة العلمية ولجنة النهوض برسالة المسجد ولجنة الإعلام والتواصل ولجنة عمل المجلس العلمي المغربي لأوروبا ولجنة آفاق المؤسسة العلمية في ضوء الدستور.