أقيم، أخيرا، بدوسلدورف (غرب)، حفل تكريم باقة من النساء المغربيات المهاجرات إلى ألمانيا من مختلف الأجيال، في إطار الأنشطة المخلدة للذكرى الخمسين للهجرة المغربية إلى ألمانيا. وشكل هذا الحفل، الذي بادرت إلى تنظيمه منظمة الخدمات الاجتماعية والإرشاد بمدينة دوسلدورف، بشراكة مع عدد من المؤسسات الألمانية والمغربية، الدور الذي لعبته المرأة المغربية في المجتمع الألماني. وقال سامي الشرشرة، ممثل المنظمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا التكريم يشكل محاولة لتأكيد أن هجرة المغاربة إلى ألمانيا لم تقتصر على الرجال بل شملت حتى النساء، خلافا لما هو متداول، حيث يتم الحديث عن الرجال وتغييب النساء. وأشار إلى أن المغاربة الرجال هاجروا في بداية الستينات للعمل بالخصوص في المناجم، فيما هاجرت النساء للعمل في المستشفيات، وفي دور رعاية المسنين، وفي شركات إنتاج "الشوكولاتة"، وغيرها من المؤسسات الألمانية. وأضاف أن المهاجرات المغربيات عانين مثل الرجال في كثير من الحالات من صعوبات الاندماج في المجتمع الألماني في وقت كن مطالبات بالقيام بالواجبات المنزلية، مما تطلب منهن بذل جهود مضاعفة. لذلك يقول شرشرة، ارتأت الجمعية، من خلال هذه الاحتفالات، إبراز مسار المرأة المغربية المهاجرة في ألمانيا، وخلق تواصل بينها وبين المجتمع الألماني، الذي تجهل فئات واسعة منه دورها وما قدمته من خدمات على امتداد سنوات وجودها في ألمانيا. وأضاف أن المرأة المغربية في المهجر مازالت حاضرة وبقوة، وتساهم بشكل فعال في عدد من المجالات، لذلك فهذا الحفل بمثابة اعتراف لمساهمتها النبيلة ودورها ضمن أفراد الجالية المغربية في ألمانيا. وشمل حفل التكريم، الذي احتضنته قاعة "دار المواطنين"، بحضور عدد من الشخصيات الألمانية والمغربية، إلى جانب عدد من أفراد الجالية المغربية، كل من عائشة أنكيل، وسميرة خلقاوي، ونجوى النور، ونعيمة السويدي، إلى جانب الراحلة سعيدة بورقاضي. واستلمت المكرمات، خلال هذا الحفل، الذي شاركت فيه وزارة الثقافة المغربية، من خلال فرقة "كناوة"، التي أتحفت الحضور بمقطوعات موسيقية، "درع الاندماج" من الرئيس الألماني السابع لجمهورية ألمانيا، رومان هيرتسوغ، وهو عبارة عن منحوتة من تصميم الفنان الألماني من أصول مغربية، حسن الشريف. يشار إلى أن منظمة الخدمات الاجتماعية والإرشاد تحتفل منذ أيام بالذكرى الخمسين للهجرة المغربية إلى ألمانيا عبر عدد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، بشراكة مع جمعيات وهيئات مغربية وألمانية.