قالت وزارة التربية الوطنية إنها سجلت حالات اعتقال جديدة، خلال اليوم الثالث من اجتياز امتحانات الباكلوريا، أمس الخميس. وجاء في بلاغ للوزارة، توصلت "المغربية"، بنسخة منه، أنه جرى اعتقال ثلاثة مترشحين أحرار، يتحدرون من مدينة سلا، متلبسين بالغش، باستعمال وسائل تكنولوجية وصفتها بالحديثة. وأضاف البلاغ أن أحد المترشحين الموقوفين ضبط وهو يتواصل مباشرة مع صفحة التسريبات الموجودة بالموقع الاجتماعي "الفايسبوك". وفي اليوم الثاني من اجتياز امتحانات الباكلوريا، تحدث البلاغ عن اعتقال شخص في مقهى بمدينة الوليدية، متلبسا بالمساهمة في الغش في امتحانات البكالوريا باستعمال حاسوب. وفي الرباط، ضبط 4 مترشحين في حالة تلبس، استعملوا تقنية "بلوتوت" للتواصل مع أشخاص خارج مركز امتحان. وقال البلاغ إنه وقع التعرف على هذه الحالات من خلال إفادات قدمها مواطنون في الموضوع، وأشادت الوزارة ب"مبادرتهم المواطنة في سبيل إنجاح الاستحقاق الوطني وضمان مبدأ تكافؤ الفرص". يشار إلى أن وزارة التربية الوطنية تتوصل بتقارير جهوية وإقليمية بخصوص ضبط حالات الغش بمراكز الامتحانات. وحسب مصادر "المغربية"، فإن عددا من التلاميذ أصيبوا بخوف ورعب خلال اجتياز امتحانات الباكلوريا، بسبب المراقبة الصارمة ووجود رجال الأمن. واعتبر عبد اللطيف كداي، أستاذ علم الاجتماع في كلية علوم التربية بالرباط، أن "مسألة الغش منظومة متكاملة، لا يمكن النظر إليها من زاوية التلاميذ فقط، بل ينظر إليها من كل الزوايا المتعلقة بالأسرة والمدرسة والمجتمع ككل". وقال كداي، في تصريح ل"المغربية"، إن "منظومة الغش أصبحت وسيلة للتنشئة الاجتماعية، ذلك أن بعض الآباء أصبحوا يساهمون في العملية، باقتناء تقنيات الغش الحديثة"، مشيرا إلى أن الكل يحاول البحث عن فرصة النجاح، كيفما كانت الوسيلة، دون مراعاة القيم. ويرى أستاذ علم الاجتماع أن التلاميذ تعودوا على أشكال الغش المتعددة طوال مرحلة الدراسة، دون إخضاعهم للتوعية والتحسيس من قبل المدرسين والأسرة. أما في ما يتعلق بحل معضلة الغش، فيشدد كداي على العودة إلى القيم في المؤسسات التعليمية والأسرة، مع إعادة النظر في مناهج التعليم من أجل مواكبة التغيير، وتعزيز الامتحانات الكتابية بامتحانات شفوية.