احتضنت تازة، أخيرا، لقاء تواصليا إقليميا، أشرفت عليه الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية، قصد عرض منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم، والتأكيد من جديد، ضرورة تكثيف جهود جميع المعنيين والفاعلين في الحقل التنموي لتحقيق أهداف المبادرة، باعتبارها ورشا مجتمعيا يسعى إلى التنمية الاقتصادية لصالح المستفيدين من المشاريع المختلفة للمبادرة. عامل الإقليم خلال توزيع حافلات النقل المدرسي شمل اللقاء التواصلي الذي نظمته عمالة تازة تدشين المتحف الإقليمي للمنتوجات المجالية والمحلية ببهو العمالة، وكذا تنظيم معرض إقليمي لها، وعرف هذا المعرض إقبالا كبيرا من حيث العارضين، إذ بلغ عددهم 22 عارضا وعارضة يمثلون الجمعيات والتعاونيات والمجموعات ذات النفع الاقتصادي الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والعاملة في مختلف الأنشطة المدرة للدخل، حسب بلاغ من قسم الصحافة بعمالة تازة. كما شكل هذا المعرض محطة للتعريف بمبادئ وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال ثلاثة أروقة خصصت للهيئة الإقليمية للتنمية البشرية قصد التواصل والتحسيس بأهمية المشاريع المدعمة من طرف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ودورها في الإدماج الاقتصادي التنمية الاقتصادية لصالح المستفيدين من هذه المشاريع. واختتمت فعاليات المعرض الإقليمي للمنتوجات المجالية والمحلية، بتوزيع جوائز فاز بها العارضون المتبارون، وتتعلق بجائزة أحسن رواق وجائزة أحسن منتوج صنف المنتوجات اليدوية، وجائزة أحسن منتوج صنف الصناعة التقليدية، وجائزة أحسن منتوج صنف المواد الغذائية، حسب ما أورد بلاغ قسم الصحافة. من جهة أخرى، جرى الاطلاع على حافلتين للنقل المدرسي لفائدة الجماعة القروية اكزناية الجنوبية الممولة في إطار البرنامج الأفقي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2012، وحافلتين للنقل المدرسي لفائدة الجماعتين القرويتين كلدمان والصميعة الممولة من طرف صندوق التنمية القروية في إطار المشروع الترابي للأطلس المتوسط الشرقي بإقليمتازة، وآليات مقتناة من طرف مجموعة الجماعات التضامن. مشاريع متنوعة ذكر بعض المتدخلين في اللقاء التواصلي بحصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليمتازة خلال فترة 2005-2012، إذ جرى إنجاز 596 مشروعا لفائدة حوالي 440 ألف مستفيد ومستفيدة في إطار البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المعتمدة على مستوى الإقليم. وبلغ حجم الاستثمار المالي لهذه المشاريع 266 مليون درهم، ساهم فيها صندوق المبادرة بمبلغ 194,7 مليون درهم بنسبة 73 في المائة، فيما ساهم باقي الشركاء بمبلغ 71,4 مليون درهم بنسبة 27 في المائة، في إطار شراكات مع كل المجالس المنتخبة والمصالح الخارجية والنسيج الجمعوي والتعاوني بالإقليم، وفق ما جاء في نص البلاغ. واستهدف برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، 15 جماعة قروية، جرت خلاله برمجة وإنجاز 190 مشروعا لفائدة 140 ألف مستفيد ومستفيدة، بتكلفة إجمالية ناهزت 73,6 مليون درهم ساهم فيها صندوق المبادرة بمبلغ 58,7 مليون درهم، همت دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل. أما برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، استهدف ستة أحياء حضرية بمدينتي تازة وتاهلة، إذ جرت برمجة وإنجاز59 مشروعا لفائدة 51 ألف مستفيد ومستفيدة، بتكلفة إجمالية ناهزت 49 مليون درهم، ساهم فيها صندوق المبادرة بمبلغ 34 مليون درهم، تعلق بدعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل. في السياق ذاته، استعرض اللقاء التواصلي برنامج محاربة الهشاشة والتهميش، إذ استهدف مجموعة من الفئات الاجتماعية في وضعية صعبة، من خلال برمجة وإنجاز53 مشروعا، بتكلفة إجمالية بلغت 45,6 مليون درهم، ساهم فيها صندوق المبادرة بمبلغ 35,4 مليون درهم، وقد همت بناء وتأهيل مراكز الاستقبال التكوين وتقوية الكفاءات و دعم الجمعيات التي تتولى تسيير مراكز الاستقبال المحدثة في إطار هذا البرنامج. في الإطار نفسه، هناك البرنامج الأفقي الذي يعتمد على مسطرة طلب المشاريع، جرة خلاله برمجة وإنجاز 294 مشروعا بتكلفة إجمالية بلغت 97,6 مليون درهم، ساهم فيها صندوق المبادرة بمبلغ 66,4 مليون درهم، وتعلقت بمشاريع الأنشطة المدرة للدخل، ودعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية، ودعم التنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي. من ناحية أخرى، تطرق اللقاء التواصلي إلى برنامج التأهيل الترابي، الذي يستهدف 22 إقليما على المستوى الوطني، المتسمة بصعوبة تضاريسها ووعورة مسالكها، ومن ضمنها إقليمتازة، الذي استفاد من غلاف مالي قدره 450 مليون درهم خلال فترة 2011-2015، موزعة بين قطاعات الماء الصالح للشرب، الكهرباء، الطرق، المسالك، التعليم والصحة. وخلص اللقاء التواصلي الذي أشرفت عليه الهيئة الإقليمية للتنمية البشرية إلى تأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية شكلت قفزة نوعية للحركة التنموية ورافعة أساسية لترسيخ أسس حكامة جيدة بإقليمتازة خاصة، وباقي ربوع المغرب عامة.