قدم رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، أول أمس الثلاثاء، للمفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، إنجازات المغرب في مجالات تعزيز وحماية حقوق الإنسان بالمملكة. واستعرض اليزمي، خلال اجتماع تم عقده بمقر الأممالمتحدةبجنيف، على هامش الدورة 23 لمجلس حقوق الإنسان، حصيلة عامين من عمل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وهو مؤسسة مستقلة ذات صلاحيات واسعة، تعمل وفقا لمقاربة تشاركية وشاملة لفاعلي المجتمع المدني. وسجل اليزمي أن التقارير المنجزة حول أماكن الاعتقال والسجون ومستشفيات العلاج النفسي ومراكز رعاية الأطفال، مكنت من إثارة حوار وطني "قوي جدا" بشأن هذه المسألة، مضيفا أن الإجراءات الرئيسية الأخرى التي تم اعتمادها في هذا المجال تمثلت في إنشاء آليات للتخطيط الاستراتيجي، لا تتوفر عليها إلا قلة من بلدان العالم. في هذا الصدد، استحضر ثلاث آليات للتخطيط بالمغرب، هي خطة العمل الوطنية من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي سيتم اعتمادها قريبا من قبل الحكومة، والأرضية المواطنة من أجل التربية على ثقافة حقوق الإنسان التي تتظافر ضمنها جهود المنظمات غير الحكومية والسلطات العمومية، ويتولى المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمانتها العامة، وأيضا، المخطط الوطني لمتابعة تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل ومعاهدات الأممالمتحدة. في هذا السياق، ذكر بأن تنفيذ خطة العمل الوطنية من أجل الديمقراطية تمثل واحدة من توصيات المؤتمر العالمي الأول لحقوق الإنسان الذي انعقد في فيينا عام 1993. وأكد االيزمي أن الأقاليم الجنوبية للمملكة توجد في قلب دينامية هذا التطور، إذ تم مدها بثلاث لجان جهوية لحقوق الإنسان من بين 13 لجنة معتمدة على صعيد المملكة ككل، مشيرا إلى أن اللجان الجهوية للأقاليم الصحراوية تم تشكيلها على أساس قاعدة تشاركية شاملة وبتشاور مع مجموع فاعلي المجتمع المدني. وذكر، في هذا الصدد، بجهود اللجان الجهوية في ما يتعلق برصد الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان، مركزا على المجهود الكبير الخاص بالتربية على ثقافة حقوق الإنسان في المنطقة، على غرار الحلقة الدراسية التدريبية التي تجري حاليا بالعيون. من جهتها، رحبت بيلاي بالجهود التي يبذلها المجلس الوطني لحقوق الإنسان منذ إنشائه قبل عامين، معبرة عن رغبتها في القيام قريبا بزيارة للمغرب، حيث حرصت على التشديد على الأهمية الخاصة التي توليها لمساهمة المجتمع المدني بالمغرب، سيما بالأقاليم الجنوبية، في تعزيز حقوق الإنسان. وجرى هذا اللقاء في جو تميز بالإنصات المتبادل والمثمر، وبحضور المعاونين الأقربين لبيلاي، من بينهم فالدن استيفانوف، رئيس قسم المؤسسات الوطنية والآليات الإقليمية. وبهذه المناسبة، قدم اليزمي للمفوضة السامية لحقوق الإنسان جميع منشورات المجلس وأنتولوجيا خاصة بالموسيقى الحسانية كان قد تم إصدارها بتعاون مع هيئات أخرى. وعلى صعيد آخر، نشط رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أول أمس، إلى جانب عدد من الفاعلين والخبراء الدوليين، حلقة نقاش حول "الديمقراطية ودولة القانون من زاوية حقوق الإنسان".