استغل شاب في مقتبل العمر فراغ مقهى انترنت "سيبير" بالجديدة، من صاحبه الذي كان خرج لتوه ليلا لقضاء بعض الأغراض، قبل أن يعود مسرعا. أول شيء أثار انتباه صاحب المحل التجاري، علبة كارتونية زحزحت بفعل فاعل من مكانها، بعد أن كانت مركون على طاولة "سيبير"، الذي يقوم بتوفير خدمة الشبكة العنكبوتية للزبناء، وبيع الهواتف المحمولة واللوازم الإلكترونية. الأمر تطلب من صاحب "سيبير" السرعة في التفكير وردة الفعل الآنية، لأن عامل الوقت سيكون حاسما في فك لغز سرقة هاتفين محمولين من داخل العلبة الكارتونية. رفع صاحب "سيبير" رأسه إلى سقف المكان الذي يتخذه مكتبا له، وانتبه إلى كاميرا كان لحسن الحظ تركها مشغلة. راجع بسرعة شريط آخر الأحداث التي التقطتها، فظهر له شخص يلتفت يمينا وشمالا، ثم يدخل يده خلسة إلى العلبة الكارتونية، ويستولي على "الغنيمة"، قبل أن يغادر المكان مسرعا. صاحب المحل لم يتأخر في التعرف على ملامحه وأوصافه، ومن ثمة تحديد هويته، فهو من معارفه، بحكم كونه يتردد بين الفينة والأخرى على "سيبير"، الكائن في زنقة تتفرع عن شارع محمد السادس، بعاصمة دكالة. لم يتجاوز عتبة الباب حتى كشف المتهم واقفا، فسارع الخطى اتجاهه، وأمسكه به من ثيابه، وجره إلى داخل محل "الأنترنيت"، حيث أخضعه لتفتيش دقيق، لم يسفر عن أية نتيجة تذكر. وقتها ربط الاتصال بالشرطة على رقم النجدة، وظل يحتفظ ب "السارق"، إلى حين إيفاد دورية من مصلحة المداومة، على متنها ضابط مداوم ومساعداه. المتدخلون الأمنيون استفسروا الطرفين، فتشبث كل واحد منهما بموقفه، الأول تشبث باتهامه الثاني بالسرقة، فيما تشبث الأخير ببراءته مما نسب إليه من أفعال، لكن شريط الفيديو الذي كانت التقطته عدسة الكاميرا المثبتة في سقف "سيبير"، كان لها رأي آخر. فبعد مواجهة المشتبه به بما تضمنه الشريط الحي، الذي أظهره متلبسا بالسرقة، اعترف بارتكابها، فبقي الأمر متوقفا على استرجاع المسروق. رجال الشرطة طمأنوا اللص أنهم سيعملون على إخلاء سبيله، فور أن يدلهم على مكان إخفاء الهاتفين، بغاية إرجاعهما لصاحبهما، سيما أن والده الذي يشتغل في ملهى ليلي، تربطه علاقة وطيدة مع مسؤولين أمنيين. الحيلة انطلت على الفاعل، فقاد الضابط المداوم ومساعديه إلى قاعة للألعاب كائنة بالجوار. انحنى برقبته وظهره، وأخرج من تحت لعبة "كولفزير"، الهاتفين المحمولين، ليجري تصفيده واقتياده إلى مصلحة المداومة، حيث وضعته الضابطة القضائية تحت تدبير الحراسة النظرية، من أجل البحث والتقديم.