بعد نجاحه بالقاعات السينمائية المصرية، واستحواذه على أعلى نسبة من الإيرادات، تشرع القاعات السينمائية المغربية في عرض الفيلم الكوميدي "تيتة رهيبة"، تأليف يوسف معاطي، وإخراج سامح عبد العزيز، وبطولة محمد هنيدي، وسميحة أيوب، وإيمي سمير غانم، وماجد الكدواني، وإدوارد. لقطة من فيلم تيتة رهيبة تدور أحداث الفيلم الكوميدي، الذي يعرض حاليا، بقاعات "ميكاراما" الدارالبيضاء ومراكش وفاس، و"لانكس" و"ريالطو"، حول هنيدي، الذي يجسد شخصية "رؤوف" شاب مستهتر اعتاد أن يعيش حياته دون نظام، يصطدم بجدته "رهيبة" التي تجسدها الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي عادت من ألمانيا، وتحاول جعل حفيدها يلتزم بالنظام الذي اعتادت عليه، لكنها تواجه مقاومة عنيفة، ما ينتج عنه مفارقات ومواقف كوميدية، والفيلم في مجمله يناقش فكرة صراع الأجيال. وفي هذا السياق، يقول الناقد السينمائي رفيق الصبان إن "العمل يتحدث عن الظروف التي تمر منها مصر حاليا، ولكن بشكل غير مباشر، ففكرة تمرد الشاب على سلطة جدته، تحيل إلى حالة التمرد، التي يقودها الشباب في الوطن العربي ضد التسلط". من جهته، يرى الناقد طارق الشناوي أن "شريط "تيتة رهيبة" من أفضل الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية أخيرا، فهو يحمل فكرة جيدة يقدمها المخرج سامح عبدالعزيز في شكل كوميدي هادف، فضلا عن عودة الفنانة سميحة أيوب، فهي يمكن أن تقدم الكوميديا على شاشة التليفزيون أو على خشبة المسرح، لكن أن تقدم كوميديا علي شاشة السينما وهذا شيء جيد". وفي حديثها عن الفيلم، الذي أقنعها بالعودة إلى السينما بعد غياب ناهز العشرين سنة، قالت الفنانة القديرة سميحة أيوب إن "دور الجدة المتسلطة يحمل رسالة للأمهات والجدات بعدم التشدد في تربية الأبناء واتباع طريقة وسطية، موضحة أن الجيل الجديد يحتاج إلى معاملة خاصة وطرق تربية مختلفة تماما عن الماضي". وأشارت إلى أنها رحبت بالدور كثيرا لأنها وجدت فيه رسالة تربوية، وليس مجرد عمل كوميدي يثير الضحك، مؤكدة أنها توقعت نجاح العمل منذ أن قرأت السيناريو في المرة الأولى ما دفعها لاتخاذ قرار إنهاء مقاطعة السينما". وأكدت الفنانة المخضرمة أن "شخصية الجدة التي قدمتها في "تيتة رهيبة" أمام محمد هنيدي، مازالت موجودة بمجتمعنا حتى الآن"، مشيرة إلى أن الأجداد في أي زمان ومكان، يجدون في بعض الأحيان صعوبة في التواصل مع أحفادهم، ودائما ما يحدث الصدام كما هو موجود في الفيلم بين شخصية "تيتة"، التي أقوم بها وحفيدها محمد هنيدي". من جانبه، أعرب المخرج سامح عبد العزيز، مخرج فيلم "تيتة رهيبة"، عن سعادته بنجاح الفيلم بفضل أحداثه الكوميدية الهادفة، مشيرا إلى أن قدرات وإمكانيات الممثلين مكنت من إيصال رسائل العمل إلى المتلقي بشكل جيد. وقال إن "محمد هنيدي ممثل محترف، أثبت أن تفوقه في التمثيل التراجيدي يماثل تفوقه في أداء الأدوار الكوميدية"، مشيدا في الوقت ذاته، بأداء الفنانة سميحة أيوب، خلال أحداث الفيلم التي حرص على إقناعها بمشاركتها فيه، لقناعته بعدم قدرة أي ممثلة أخرى على أداء هذا الدور خلال أحداث الفيلم. وفي حديثه عن الفيلم، قال الفنان محمد هنيدي، في حوارات متفرقة إن فريق عمل فيلم "تيتة رهيبة" قرر الابتعاد تماما عن أي شيء يخص ثورة يناير من قريب أو من بعيد، "منذ بداية التصوير ونحن على اتفاق ألا يكون هناك أي شيء يخص الثورة، وأعتقد أن الوقت غير مناسب لتقديم عمل عنها، لأنها من وجهة نظري لم تنتهِ، ولا بد من أن تستكمل أهدافها حتى يكون الحديث عنها وافيا". وتطرق هنيدي للحديث عن عمله للمرة الأولى مع سميحة أيوب، وعبد الرحمن أبو زهرة، مؤكدا أنه كان يحلم منذ فترة طويلة بالعمل مع كليهما، خاصة أنهما من عمالقة التمثيل، ويستطيع كل منهما أداء دوره بالشكل الأمثل.