مثلت، الخميس المنصرم، أمام المحكمة الابتدائية بولاية القيروان (وسط غرب) أمينة السبوعي، الناشطة التونسية بمنظمة "فيمن" النسائية، فيما ينتظر مثول 3 ناشطات أوروبيات بالمنظمة أمام القضاء غداة تظاهرهن عاريات الصدور في العاصمة تونس في سابقة بالعالم العربي. رجل أمن يلقي القبض على أجنبية تستعد للتعري في العاصمة تونس (خاص) كانت الشرطة اعتقلت أمينة (18 عاما)، يوم 19 ماي، بالقيروان بعدما كتبت عبارة "فيمن" على جدار قريب من جامع عقبة ابن نافع (أول جامع في شمال إفريقيا). وكان من المقرر أن تعقد في اليوم نفسه جماعة أنصار الشريعة السلفية الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة مؤتمرها السنوي الثالث قرب هذا الجامع قبل أن تمنعه وزارة الداخلية. واعتبر مراقبون تحول أمينة إلى القيروان وكتابتها عبارة "فيمن" على جدار قريب من مكان عقد مؤتمر أنصار الشريعة استفزازا للجماعة. وقالت الشرطة إنها صادرت لدى أمينة ساعة اعتقالها عبوة غاز مشل للحركة وإحالتها على القضاء بتهمة حيازة هذه العبوة دون ترخيص قانوني، وتواجه الفتاة عقوبة الحبس 6 أشهر نافذة بحسب محاميها صهيب البحري. كما اعتقلت الشرطة 3 ناشطات أوروبيات (فرنسيتان وألمانية) من منظمة "فيمن"، بعدما تظاهرن أمام المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس عاريات الصدور تضامنا مع أمينة. وينتظر أن تمثل الناشطات الثلاث أمام القضاء بتهمة النيل من الآداب العامة، التي تصل عقوبتها في القانون التونسي إلى الحبس 6 أشهر. وتظاهرت، الخميس المنصرم، في العاصمة البلجيكية بروكسل، ناشطات في منظمة "فيمن" عاريات الصدر أمام مقر السفارة التونسية مطالبات بالإفراج عن أمينة وناشطات المنظمة الأوروبيات الموقوفات في تونس. وفي مارس 2013، صدمت أمينة السبوعي، الرأي العام في تونس التي يدين شعبها بالإسلام، عندما نشرت على الانترنت صورا ظهرت فيها عارية الصدر. وكتبت الفتاة وقتئذ على جسمها عبارة "جسدي ملكي وليس شرف أحد". وقالت والدة الفتاة إن ابنتها مصابة بمرض نفسي وتتلقى العلاج، منذ سنوات متهمة أطرافا لم تسمها ب"استغلال" أمينة. وقال والدها، في تصريح للصحافيين داخل المحكمة، "ابنتي دافعت عن فكرة لكنها أخطأت، عندما عبرت عنها بطريقة غير مقبولة، لا يمكن أن أقبلها أنا أو والدتها لأننا مسلمون". وأضاف " أمينة ما تزال صغيرة وهي مريضة وأتوقع أنها ستندم على ما فعلت". والخميس تجمع أمام مقر محكمة القيروان الابتدائية بضع مئات من السكان الذين عبروا عن غضبهم من أمينة ومن ناشطات "فيمن" الأوروبيات، اللاتي تعرين في العاصمة تونس. وشتم السكان محاميي أمينة ساعة دخولهم إلى المحكمة مرددين "يا قذرين ارحلوا". كما تظاهر أمام محكمة القيروان عشرات من أتباع أنصار الشريعة مرددين "الله أكبر" و"الشعب يريد تطبيق شرع الله". ومنعت الشرطة الناطق الرسمي باسم الجماعة سيف الدين الرايس، من حضور المحاكمة. ونشرت السلطات تعزيزات أمنية لافتة حول المحكمة تحسبا من أعمال عنف. وداخل محكمة القيروان الابتدائية ساد التوتر بعدما طالب محامون قالوا إنهم موكلون من سكان بالقيروان بتغليظ التهم الموجهة إلى أمينة السبوعي. وقال المحامي حامد المغربي "كان هناك نية (لدى أمينة)، لإثارة الاضطراب والفتنة في القيروان، ونحن نريد إحالة ملفها إلى النيابة العامة (على هذا الأساس) لا على أساس حيازة عبوة غاز مشل للحركة". وتوقع محامون أن يصدر القاضي حكمه في هذه القضية بعد ظهر اليوم، وقبل المحاكمة، قالت أمينة لفراس إن محاكمتها "مسيسة". واستنكرت وزارة الشؤون الدينية التونسية إقدام ناشطات "فيمن" الأوروبيات على التعري الأربعاء الماضي في تونس.