أكدت لطيفة أخرباش، سفيرة صاحب الجلالة في بلغاريا٬ أن لجنة القدس التي يترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ ساهمت بشكل كبير في مجهودات التصدي لمخططات طمس الملامح الحضارية للقدس الشريف وأيضا تعريض تراثها الإسلامي للهشاشة والردم مثل أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيط الحرم٬ وتغيير التركيبة الديمغرافية لسكانها عبر طرد الفلسطينيين وهدم منازلهم وبناء مستوطنات على أنقاضها. وأوضحت أخرباش في مداخلة لها، خلال مائدة مستديرة حول موضوع "65 عاما على تقسيم فلسطين-السلام المفقود"، نظمت الاثنين الماضي، بصوفيا، من طرف الجمعية الدبلوماسية البلغارية والرابطة الوطنية للعلاقات الدولية وسفارة دولة فلسطين ببلغاريا٬ أن لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والتي أحدثت سنة 1975، لها "مساهمة قيمة في تهيئ شروط الحل العادل والسلام الحقيقي٬ عبر مقاربة عميقة المغزى٬ تعتبر بأن المحافظة على الإنسان هو أول استثمار في السلام. وأن حلا عادلا لن يكون ممكنا إذا ضاعت هوية القدس الحضارية ورزئ سكانها في ذاكرتها وملاذها الروحي ورموزها الدينية وفضاءاتها الأزلية". وقالت "دون بهرجة ولا دعاية فجة ولا تسخير سياسوي٬ راكمت هذه اللجنة رصيدا ميدانيا مشهودا به٬ خصوصا، من طرف المستهدفين الرئيسيين٬ أصحاب القضية الحقيقيين: المقدسيون وممثلوهم الشرعيون". كما أكدت أخرباش أن مصداقية هذه اللجنة تستشف من منجزاتها الفعلية خاصة أن انتدابها واضح، وهو مواجهة كل أشكال التهويد وتقديم العون لصيانة كرامة المقدسيين وتمكينهم من الخدمات الحياتية الضرورية كالإسكان والتعليم والصحة والبرامج الاجتماعية. وأوضحت من جهة أخرى٬ أن البحث عن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط "يمر بالتأكيد عبر خلق إجماع دولي حول الطابع الاستعماري السياسي المحض لمسألة القدس وللقضية الفلسطينية برمتها وعبر مواجهة كل تسخير للدين في هذه القضية". وأشارت إلى أن "القدس مدينة فريدة من حيث تاريخها٬ وجغرافيتها٬ وتشكيلتها الإنسانية٬ وهويتها التاريخية٬ فهي تحتضن أقدس الأماكن للديانات التوحيدية الثلاث٬ الإسلام والمسيحية واليهودية٬ كالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق". ونظرا لمكانتها المتميزة هاته٬ تضيف أخرباش٬ فإن الجميع معنيون من قريب أو من بعيد بالعمل لإرساء سلام دائم بها٬ لأن الصدام داخل هذه المدينة يصبح عنوانا لصدام الجذور والمعتقدات والمسلمات واليقينيات والرموز والطابوهات٬ مشيرة إلى أنه "من أجل ذلك فكل من يعمل على الحفاظ على هوية مدينة القدس ورمزيتها وتركيبة ديمغرافيتها هو مساهم فعلي في بناء السلام وتوفير شروط تحقيقه وتيسير أجندة الباحثين عنه". وتمحورت جل المداخلات على استعراض المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور إلى يومنا هذا٬ وكذا المعوقات التي تقف حجرة عثرة في طريق مباحثات السلام من أجل قيام الدولة الفلسطينية وإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط.