تشكل حماية القدس الشريف والتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير معالم المدينة المقدسة وهويتها الحضارية والثقافية٬ عنوانا بارزا في العمل السياسي والدبلوماسي والإنساني الميداني٬ الذي يقوم به المغرب٬ بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ للدفاع عن القضية الفلسطينية. وتنبع جهود المغرب لحماية المدينة المقدسة ودعم أهلها الصامدين٬ من يقينه بأن قضية القدس الشريف قضية الأمة الإسلامية الأولى وجوهر مشكلة الشرق الأوسط ومركز الصراع العربي- الإسرائيلي٬ وهو ما يفسر الجهود الدؤوبة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ من أجل التوصل إلى تسوية سلمية٬ وعادلة٬ ودائمة وشاملة للصراع العربي-الإسرائيلي٬ عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشريف. وترجم جلالة الملك هذا الحرص إلى التزام شخصي للدفاع عن المدينة المقدمة بقوله في إحدى خطب جلالته "بصفتنا رئيسا للجنة القدس٬ فإننا نبذل قصارى جهودنا٬ لدى المجتمع الدولي للمحافظة على الوضع القانوني لهذه المدينة المكلومة والدفاع عن هويتها الحضارية٬ ورموزها الدينية المقدسة٬ من الأعمال العدوانية٬ وفي طليعتها٬ الحفريات٬ وكل الانتهاكات التي تمس بحرمة المسجد الأقصى٬ وبقدسيته في مشاعر المسلمين. وبموازاة مع مساعينا الدبلوماسية٬ فإننا نعتمد مقاربة عملية تتولى فيها وكالة بيت مال القدس الشريف٬ بإشرافنا الشخصي٬ إنجاز مشاريع ملموسة٬ سكنية وصحية٬ وتعليمية واجتماعية، لفائدة إخواننا المقدسيين". وباعتبارها الأداة الميدانية للجنة القدس٬ تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف بالتنزيل على أرض الواقع٬ لكل البرامج والمشاريع بما فيها الثقافية والرياضية والإسكان وترميم المآثر والبنايات التاريخية٬ وأيضا، في قطاع الشباب٬ للتعبير عن التضامن المطلق من المغرب ومن باقي البلدان الإسلامية٬ مع الشعب الفلسطيني في القدس الشريف الذي يواجه بصمود٬ كافة المحاولات التي تحيكها سلطات إسرائيل لتغيير المعالم الدينية والحضارية للقدس الشريف. وكان الدور الذي يقوم به المغرب٬ وعلى رأسه جلالة الملك٬ رئيس لجنة القدس٬ محط إشادة وتنويه في كافة اللقاءات والمؤتمرات العربية والإسلامية٬ كما أشادت بذلك الرئاسة الفلسطينية التي أكدت أن "المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، تقوم بدور مهم وكبير في الدفاع عن القدس ودعم صمود أهلها". ففي تصريح بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وافا)٬ أول أمس الخميس٬ قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، "إن هذا الدعم يتجلى من خلال جهود العاهل المغربي وتحركاته المستمرة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وقيادته للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، التي قدمت دعما ماليا متواصلا من مشروعات وبرامج في مجالات متعددة تعزز صمود أهل القدس وتحافظ على هويتها العربية والإسلامية ويعرفها كل فلسطيني، منذ أن تأسست بقيادة الملك الراحل الحسن الثاني". كما أشاد الشيخ يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، بالدور المميز والمهم الذي تقوم به لجنة القدس عبر وكالة بيت المال القدس الشريف٬ في دعم ومساندة المقدسيين وفي مؤازرة المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة في شتى المجالات. وقال الشيخ سلامة، في تصريح صحفي، "نشيد بالدور المميز والمهم الذي تقوم به لجنة القدس، وذراعها الأمين وكالة بيت المال القدس الشريف بتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، حفظه الله، في دعم ومساندة المقدسيين وفي دعم ومؤازرة المؤسسات الفلسطينية في المدينة المقدسة في شتى المجالات". وذكر خطيب المسجد الأقصى بالزيارات المتعددة التي يقوم بها المدير العام لوكالة بيت مال القدس، عبد الكبير العلوي المدغري، للمدينة المقدسة والمساعدات التي يقدمها باسم لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس لجميع المؤسسات العاملة في المدينة المقدسة. وقال إن أعمال وكالة بيت مال القدس الشريف شاهد للعيان، مبرزا أن المؤتمر الذي احتضنته مدينة الرباط، أخيرا، حول النموذج الفريد لمساعدة المقدسيين، والذي استضاف أكثر من 20 مؤسسة مقدسية، يدل دلالة واضحة على التفاعل الإيجابي بين وكالة بيت مال القدس الشريف ولجنة القدس والمؤسسات المقدسية الفلسطينية. يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون أكدت٬ إثر تصريحات منسوبة لشخصيات مصرية انتقصت من دور لجنة القدس٬ أن تلك التصريحات تشكل "إنكارا غير مسؤول لما تقوم به لجنة القدس وذراعها وكالة بيت مال القدس الشريف، التي يشرف جلالة الملك محمد السادس شخصيا على عملها، من خلال مبادرات ومشاريع حيوية لحماية المدينة المقدسة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها أمام كل محاولات التهويد".