توصلت "المغربية" إلى معطيات حصرية حول التحقيقات، التي جرت مع أفراد خليتي "الموحدون" و"التوحيد" من طرف قسم مكافحة الإرهاب في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي يرأسها عبد الحق الخيام. وتشير هذه المعطيات إلى أنه، لأول مرة، خضع أفراد الخليتين، الذين يصل عددهم إلى 11 شخصا، للاستنطاق على أيدي ضابطات في الفرقة الوطنية للشرطة، بعد أن كانت هذه المهمة تعهد إلى المحققين ذكور. وأفاد مصدر موثوق "المغربية" أن سلاح "القوة الناعمة"، الذي جرى استخدامه أعطى مفعوله، إذ أن الحنكة والدقة في التحقيق على أيدي محققات الفرقة الوطنية، التي يطلق عليها "إف. بي. آي" المغرب، قادت إلى اعتراف المتهمين بالمنسوب إليهم، وتأكيد بعضهم رغبتهم في الذهاب إلى سوريا قصد القتال. وذكر المصدر أن هذا التحول يظهر السياسة الأمنية الجديدة، التي تدفع في اتجاه إعطاء فرصة للمرأة للقيام بالعمل الميداني، وتمكينها من الوصول إلى المناصب الحساسة في المؤسسة الأمنية. وأوضح المصدر أن المتهمين لم يتراجعوا عن اعترافاتهم، التي وردت في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أثناء مثولهم أمام قاضي التحقيق لدى استئنافية سلا. ويتابع المتهمون، الذين قدموا للنيابة العامة، من أجل "تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، مع حالة العود، والسرقة الموصوفة بجناية، والانتماء إلى جماعة دينية محظورة، وعقد اجتماعات دون ترخيص". وكانت وزارة الداخلية أعلنت أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت من تفكيك خليتين "متشبعتين بالفكر المتطرف"، ينشط أفرادها بنواحي الزغنغن، وبني بوغافر، وسلوان، وفرخانة، وبني شيكر بإقليم الناظور. وأكدت الوزارة، في بلاغ لها، أن التحريات التي أجريت بعد تفكيك هاتين الخليتين، كشفت عن مخطط لعناصر هاتين الخليتين، يهدف إلى إقامة معسكر بإحدى المناطق الجبلية بنواحي مدينة الناظور، يكون منطلقا لهجمات "جهادية" داخل المغرب. وقالت الوزارة إن هذه الأبحاث بينت أن عناصر هاتين الخليتين، المتشبعتين بالفكر التكفيري، عمدت إلى نسج علاقات مع أشخاص بالخارج ممن يقاسمونهما التوجه نفسه، نفسه، بكل من مليلية وبلجيكا، حيث خططوا بمعيتهما "من أجل تقوية صفوفهم باستقطاب أكبر عدد من الأتباع في أفق إعلان الجهاد داخل المغرب". وأضاف المصدر ذاته أن المتهمين خططوا، أيضا، للسطو على مؤسسات بنكية، من أجل تمويل أعمالهم الإجرامية، مشيرا إلى أنه، وبهدف ضمان استمرارية نهجهم المتطرف، عمد أعضاء الخليتين إلى إنشاء مدرسة خاصة بمنطقة فرخانة، لتلقين أبنائهم مبادئ الفكر التكفيري.