أفادت مصادر جمعوية من إيمنتليت، التابعة لإقليم الصويرة، أن السكان وجهوا ملتمسا إلى وزارة التجهيز والنقل لتعبيد الطريق الرابطة بين عدد من الدواوير، مشيرة إلى أن صعوبة التنقل تساهم في ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، وتعمق معاناة المرضى والحوامل بالمنطقة، كما تزيد من حدة العزلة. إحدى قرى جماعة إيمنتليت قال الطيب أمكرود، فاعل جمعوي من جماعة إيمنتليت، في اتصال مع "المغربية"، إن حوالي 4000 نسمة تعيش التهميش والعزلة، بسبب غياب الطريق، الأمر الذي يعمق معاناة سكان عدد من الدواوير في جلب الماء، والتنقل إلى الإدارات والاستفادة من التطبيب بالمستشفى الإقليمي بالصويرة. ويعيش سكان بعض الدواوير بالجماعة نفسها، يقول أمكرود، "عزلة تامة في فصل الشتاء، إذ يحول ارتفاع نسبة مياه أجنداد دون التنقل بين دواري بوتكيبة وتاكيين، وتناهز مدة العزلة التي يعيشها قاطنو الدوارين شهرا كاملا". وتساهم العزلة، التي تضرب على الدوارين خلال هذه المدة، حسب أمكرود، في الانقطاع عن الدراسة، إذ يستحيل التنقل بالنسبة للتلاميذ والأطر التربوية على السواء الالتحاق بإعدادية علي يعتة، الواقعة بجماعة إيمنتليت. وفي غياب الطريق المعبدة، وعزوف عدد من الآباء عن توجيه الأبناء للدراسة، لم يفكر المسؤولون عن الجماعة، حسب أمكرود، في توفير النقل المدرسي كما هو الشأن بعدد من الجماعات المجاورة، كما لم يبادر المسؤولون عن قطاع التجهيز والنقل في الرد على المراسلة التي وجهها سكان المنطقة من أجل تعبيد المسلك الطرقي. وأوضح المصدر ذاته أن "معاناة سكان الدواوير التابعة لجماعة إيمنتليت تستمر طيلة السنة، بسبب الحصار، التي تضربه أمطار فصل الشتاء على المنطقة، حيث تواجه العديد من الأسر مشاكل الاستفادة من العلاجات الأولية عند انطلاق فصل الصيف، بسبب انتشار الأفاعي والعقارب، التي تهدد أرواح الصغار والكبار على السواء. وفي إطار ما وصفه بالتهميش، التي تواجهه عدد من الدواوير بإيمنتليت، تحدث أمكرود عن غياب المشاريع التنموية التابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وقال إن دواوير فرقة إيدا، وخلاف بشمال جماعة إيمنتليت، ودواري بوركيك، مسّهم "الحيف"، بسبب غياب مشاريع تساهم في تحسين ظروف العيش. وتحدث أمكرود عن مشروع وصفه ب"الوهمي" بشراكة بين جهة مراكش تانسيفت الحوز والخلية الإقليمية لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجماعة إيمنتليت، عبارة عن سقايات وخزان مائي كبير وقنوات لنقل الماء يعود لسنة 2009، غير أنه ليس مشغلا، فيما يقطع عدد من المواطنين مسافات تتجاوز العشرات من الكيلومترات لنقل الماء على الدواب. ويبلغ المسلك الطرقي، الذي يطالب السكان بتعبيده حوالي 13 كيلومترا، يقول أمكرود، إذ يتفرع عن الطريق الإقليمية 2220 وتربط بين إيمنتليت وبيزضاض عند النقطة الكيلومترية 3، انطلاقا من الجماعة نفسها نحو اليسار. وجاء في رسالة موجهة إلى وزارة التجهيز والنقل، حول تعبيد المسلك الطرقي، في فبراير الماضي، توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن سكان دواوير أكرام، وتاوريرت، وإدوندجار، وبوتكيضا، وأيت واسيف، وإيمزيلن، وتيمسوريين، وإدحماد، وبوزرو، وإدوسليمان، وإدعثمان وبقية دواوير شمال جماعة إيمي نتليت المستفيدون من مسلك زاوية سيدي محند أوسليمان الجزولي، يطالبون برفع الحيف والتهميش عن المنطقة. وذكر سكان الدواوير في عريضة مذيلة بتوقيعاتهم أن الطريق غير المعبدة عبارة عن مسلك يرونه غير صالح وسرعان ما ينقطع شتاء بسبب التساقطات المطرية لتتضاعف معاناتهم. وسيمكن تعبيد هذا المسلك، حسب المصدر نفسه، من تنمية السياحة القروية بالمنطقة، لأنه المسلك الوحيد المؤدي إلى معالم دينية وتاريخية ومواقع سياحية مهمة، خاصة أن هناك مدرسة عتيقة، تقدم فيها دروس لطلبة التعليم العتيق بمقر زاوية سيدي محند أوسليمان الجزولي، التي تعتبر مهد الطريقة الجزولية الشادلية لمؤسسها الولي سيدي محند أوسليمان الجزولي، حيث وجد ضريحه بالزاوية الجزولية بأيت واسيف. وتتوفر المنطقة أيضا على مآثر تاريخية مهمة تتمثل في قلاع وقصبات أحد مقاومي الاستعمار الفرنسي اسد تيمسوريين، القائد أنفلوس، يقول المصدر نفسه، الذي أشار إلى أن الطريق تؤدي إلى فجاج وممرات منطقة تاقاندوت، التي تزخر بشعاب خلابة ومجار مائية يمكن أن تجلب السائح، مما سيسهم في تنمية المنطقة.