علمت "المغربية" أن مجموع المشاريع المصادق عليها محليا وإقليميا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الخميسات، في مختلف البرامج، منذ انطلاقها في ماي سنة 2005 إلى حدود سنة 2008، بلغ 338 مشروعا. همت هذه المشاريع مختلف الجماعات المحلية بالإقليم، منها ما يفوق 130 مشروعا بشراكة مع النسيج الجمعوي، وهو رقم له أكثر من دلالة، إذ يعكس بجلاء التجاوب الفعلي والنوعي لمختلف المتدخلين، لا سيما النسيج الجمعوي مع أهداف وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية . وأضافت المصادر أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بادرت فيما يخص البرنامج الأفقي إلى الإعلان عن ثلاثة طلبات لاقتراح مشاريع لسنوات 2006-2007-2008، حيث تم التوصل بما يفوق 800 مشروع من طرف النسيج الجمعوي والتعاونيات والغرف المهنية والمجالس المنتخبة، إذ صادقت اللجنة الإقليمية على 158 مشروعا من مجموع المشاريع المقترحة بتكلفة مالية إجمالية تفوق 31 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة بما قدره 24 مليون درهم. وأوضحت المصادر أن نسبة إنجاز البرنامج الأفقي بلغت 80 في المائة بعد المصادقة على المشاريع، ويأتي في مقدمتها تحسين الولوج إلى البنيات والخدمات الاجتماعية الأساسية بنسبة 68 في المائة، يليها مجال دعم الأنشطة المدرة للدخل بنسبة 22 في المائة وانتهاء بالتكوين وتقوية القدرات المحلية بنسبة 10 في المائة. وأضافت المصادر نفسها أن نسبة انجاز مشاريع برنامج محاربة الفقر بالوسط الحضري بالخميسات بلغت 70 في المائة، بعدما تمت المصادقة على 12 مبادرة محلية أعدت من طرف اللجن المحلية للتنمية البشرية بالأحياء المستهدفة، ضمت 101 مشروع بغلاف مالي يفوق 22 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة بما يناهز 20 مليون درهم. في حين بلغت نسبة انجاز المشاريع المبرمجة في إطار برنامج محاربة الهشاشة الاجتماعية حوالي 80 في المائة، بعدما تمت المصادقة على 58 مشروعا بغلاف مالي يناهز 34 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بحوالي 30 مليون درهم، وشملت تأهيل المؤسسات الاجتماعية التي استفادت من انجاز 46 مشروعا و12 مشروعا يهم بناء وتجهيز بنيات الاستقبال. واستدلت المصادر بعدد من المشاريع التنموية، التي لعبت الأدوار المنوط بها بامتياز، نظير دور الطالب والطالبة التي ساهمت إلى حد أكبر في محاربة ظاهرة الهدر المدرسي وتوفير الظروف الملائمة للتمدرس بالنسبة للتلاميذ والتلميذات، سواء من حيث الإيواء أو التغذية، كما هو حال بالنسبة لدار الطالبة بجماعة الصفا، التي شرع في استغلالها قبل ثلاث سنوات، وكذا دار الطالبة بخميس سيدي يحيى التي أنجزت بشراكة بين المندوبية الإقليمية للإنعاش الوطني. كما عملت اللجنة الإقليمية على برمجة أكبر مشروع يستهدف المرضى المصابين بالقصور الكلوي، ويتعلق الأمر بمشروع مركز لتصفية الدم بالخميسات، الذي أنجز بمبلغ مالي قدره ثلاثة ملايين درهم بشراكة بين وزارة الصحة وجمعية المصابين بداء القصور الكلوي ومصالح قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، والذي سيمكّن مما لا يقل عن مائة مصاب بالقصور الكلوي من الاستفادة من عمليات تصفية الدم. ويعتبر المركز المذكور الأول من نوعه على المستوى الإقليمي ومن المشاريع النموذجية على الصعيد الوطني من حيث الخدمات والاختصاصات الطبية والتربوية، لأنه يستهدف فئة مهمة من المواطنين ويتعلق الأمر بفئة المعاقين. ولم تكن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حبيسة مدينة الخميسات، بل شملت جميع الجماعات القروية والحضرية، كما هو حال مدينة تيفلت التي استفادت بدورها من مشروع ضخم بتكلفة إجمالية 30 مليون درهم بشراكة مع المكتب الوطني للتكوين المهني وبلدية تيفلت، يرمي إلى تحريك عجلة الاقتصاد المحلي عبر تكوين اليد العاملة وتوفير الظروف الملائمة لتشغيلها. ويتعلق الأمر بإحداث مشروع مركز اجتماعي متعدد الاختصاصات سيساهم في دعم قدرات الشباب وخاصة الفتيات من خلال تكوينهن في مجالات الخياطة و الفصالة والطرز. بخصوص برامج المبادرة الخاصة بسنوات 2011-2012-2013، صادقت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على 190 مشروعا موزعة على البرامج الخمسة الأساسية، في مقدمتها برنامج محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ومحاربة الفقر بالوسط القروي والبرنامج الأفقي وبرنامج التأهيل الترابي . وبالنسبة لبرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، تم استهداف الجماعات القروية التي يتجاوز معدل الفقر بها 13 في المائة، حيث خصصت لجماعة والماس 20 في المائة، وجماعة عين السبيت 17،3 في المائة، وجماعة ايت يدين 15،2 في المائة وجماعة ايت يشو بمعدل 14 في المائة. وبالنسبة للبرنامج الأفقي، يقول بلاغ للجنة الإقليمية، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن مصالح العمالة توصلت ب259 مشروعا، منها 130 مشروعا مدرا للدخل. كما جرى عرض المشاريع المتوصل بها على لجنتين منبثقتين عن اللجنة الإقليمية حيث انتقت لجنة المشاريع المهيكلة 51 مشروعا يستجيب لمعايير وشروط تمويل المشاريع من طرف المبادرة الوطنية والتي ستعرض لاحقا على أنظار اللجنة الإقليمية لإبداء الرأي بخصوصها. وبالنسبة لبرنامج محاربة الهشاشة تم العمل على إعداد خريطة إقليمية لمحاربة الهشاشة الاجتماعية من خلال رصد دقيق لجميع الفئات الاجتماعية، التي توجد في وضعية الهشاشة وتسطير برنامج طموح لاحتوائها وإعادة إدماجها في الدورة السوسيو اجتماعية من خلال إنجاز ستة مشاريع مهيكلة تتميز بإحداث مراكز اجتماعية لتأهيل وتكوين الشباب ومركز تصفية الدم، والأمراض المزمنة بمدينة تيفلت، وبناء واستكمال دور الطالبة وبناء دار الأمومة. أما بالنسبة لبرنامج التأهيل الترابي، فيستهدف، حسب بلاغ اللجنة، أغلب الجماعات القروية بالإقليم، التي تتميز بضعف بنيتها التحتية الأساسية وخدمات القرب وضمان مشاركتها في الدينامية، التي أطلقتها المبادرة من خلال خمس محاور أساسية، يأتي في مقدمتها الطرق والمسالك القروية والماء الصالح للشرب وتعميم الكهرباء ودعم البنية الصحية عبر تعزيز المرافق الصحية ودعم التعليم من خلال بناء مساكن وظيفية، وتم رصد غلاف مالي يقدر ب19 مليون درهم.