رسمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ ومنذ إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها في ماي 2005٬ معالم مغرب جديد يحظى ضمنه العنصر البشري بأولوية كبرى٬ سواء في المجالات السوسيو اقتصادية أو الرياضية. ويحظى قطاع الرياضة بأهمية كبرى ضمن مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ وذلك نظرا لأهمية التأهيل الرياضي والتربوي للشباب٬ خاصة في الوسط القروي٬ في النهوض بمختلف القطاعات الرياضية٬ وفتح الفرصة أمام فئة واسعة من رجال ونساء الغد للاستفادة من أنشطة رياضية متنوعة تتسم بالقرب٬ وفتح مشاتل محلية لإنشاء رياضيي المستقبل في عدد من الرياضات. وتضطلع المركبات السوسيو رياضية للقرب بدور حيوي في تطوير اهتمام الجيل الناشئ بالنشاط الرياضي في مراحل عمرية مبكرة٬ إذ ينفتح المركب على ساكنة الأحياء المجاورة لتعزيز المهارات البدنية والفكرية وخلق فضاء مؤطر لممارسة مختلف الرياضات. في هذا السياق٬ وتخليدا للذكرى الثامنة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ احتضنت بلدية تمنار (إقليمالصويرة) أمس الأحد تظاهرة الأبواب المفتوحة للمركب السوسيو رياضي للقرب تمنار في الذكرى الأولى لتدشينه تحت شعار " النهوض بالرياضة رافعة أساسية لتحقيق التنمية" التي نظمتها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليمالصويرة بشراكة مع المندوبية الإقليمية للشباب والرياضة بالصويرة والمجلس البلدي تمنار٬ وذلك بحضور عامل الإقليم السيد عبد الوهاب الجابري تم خلالها استعراض مواهب مجموعة من الأندية الرياضية بالإقليم في رياضات فنون الدفاع عن النفس وكرة السلة وكرة القدم المصغرة. وفي تصريح صحافي على هامش اللقاء٬ أبرز النائب الإقليمي لوزارة الشباب والرياضة بالصويرة السيد محمد آيت الحلوي أن إحداث المركبات السوسيو رياضية للقرب التي تهتم بالأنشطة الرياضية والتربوية والثقافية والفنية للشباب يدخل ضمن أولويات استراتيجية وزارة الشباب والرياضة٬ التي تهدف النهوض بالممارسة الرياضية خاصة في الوسط القروي٬ بغية فك العزلة عن شباب هذه المناطق. وأشار إلى أن تنظيم الأبواب المفتوحة لمركب تمنار السوسيو رياضي للقرب٬ يندرج ضمن التعاون القائم بين قطاع الشباب والرياضة ومختلف الفاعلين الإقليميين والمحليين وذلك من أجل النهوض بقطاع الرياضة٬ معتبرا أن إنشاء مجموعة من المركبات الرياضية للقرب بإقليمالصويرة٬ تشكل فرصة بالنسبة لشباب العالم القروي على الخصوص من أجل الاندماج في الحركة الرياضية والتربوية. ويهدف النادي السوسيو رياضي للقرب المندمج إلى تشجيع الشباب على إبراز مهاراتهم الرياضية والفنية والفكرية٬ والعمل على إبراز المواهب الرياضية بهدف صقلها والارتقاء بها إلى المستوى الاحترافي٬ واستحضار البعد الرياضي والاجتماعي في الحياة اليومية للساكنة المحلية خاصة الشباب. كما يعمل المركب٬ الذي يسهر على تأطير أنشطته خريجو المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة٬ على تنظيم الأنشطة الرياضية والفنية لفائدة الساكنة المحلية٬ وتوفير التكامل بين الرياضة ومختلف الأنشطة السوسيو ثقافية التي يحتضنها المركب٬ حيث يقدم خدمات رياضية ذات جودة بأثمنة تناسب فئات عريضة من الساكنة المحلية التي تتسم بالهشاشة خاصة في الوسط القروي. فإلى جانب الأنشطة الاجتماعية والتربوية التي يقدمها النادي السوسيو رياضي للقرب المندمج بتمنار٬ الذي يضم 170 منخرطا٬ يوفر المركب فضاءات تمكن من ممارسة رياضات كرة القدم المصغرة والسلة والكرة الطائرة وكرة اليد والطاولة والتيكواندو والآيروبيك. وفي كلمة خلال اللقاء التواصلي الذي نظمه المركب٬ وعرف تسليم شواهد تقديرية لفائدة عدد من مؤطري مجموعة من الأندية الرياضية بإقليمالصويرة٬ أبرز رئيس المجلس البلدي لتمنار السيد محمد جني أن ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي يروم النهوض بالمستوى الاجتماعي وتحقيق التوازنات المنشودة بين مختلف الشرائح الاجتماعية والمناطق٬ من خلال إرساء أسس تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة٬ ساهم في الرفع من مؤشرات الشراكة السوسيو اقتصادية على صعيد الإقليم وتطوير اهتمام شباب المركز الحضري تمنار بممارسة الأنشطة الرياضية والتربوية داخل فضاء المركب. وتمكن المركبات السوسيو رياضية المندمجة للقرب٬ بعدد من جماعات إقليمالصويرة٬ أساسا ساكنة المناطق القروية من الانفتاح على الممارسة الرياضية داخل فضاء يحظى بالتأطير٬ لتشكل بذلك جوهر فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ التي تجعل من حاجيات المواطن في مختلف المجالات محركا حقيقيا لإنجاز مشاريع تهدف إلى تحقيق التنمية المحلية.