قالت وفاء البورقادي، رئيسة جمعية مهن وفنون، التي تسهر على تنظيم المهرجان الدولي لفيلم الطالب، في دورته السادسة، تحت شعار "الحق في الحلم"، إن " نسخة هذه السنة ستعرف مشاركة 85 فيلما دوليا تمثل بلدان عربية وأجنبية، ووقع الاختيار على أن تكون هولندا ضيف شرف هذه الدورة". أبرزت وفاء البورقادي أن "المهرجان أصبح يعرف إشعاعا كبيرا، ويتطلع إلى العالمية، سيما من طرف الطلبة والمهتمين والباحثين عن الأفلام الجديدة، وستتميز الدورة السادسة بعقد شراكة مع أقدم وأعرق مهرجان للطالب في فرنسا ألا وهو مهرجان "هونغي "، المعروف باهتمامه بأفلام الطلبة، والذي سيستضيف السنة المقبلة أفلام طلبة مغاربة". وشددت على "المشاكل المادية التي تعتري المهرجان هذه السنة، في ظل غياب داعمين له، باستثناء المنحة التي خصصها له المركز السينمائي المغربي، والتي تبقى غير كافية مقارنة بمستوى طموحات اللجنة المنظمة، وبمستوى المهرجان الذي أصبح يضرب موعدا سنويا للقاء الطلبة". لماذا اخترتم " الحق في الحلم"، شعارا لهذه للدورة السادسة من مهرجان فيلم الطالب؟ ارتأينا في هذه الدورة أن تجري فعالياتها تحت شعار "الحق في الحلم"، لأن لكل واحد منا حلما معينا، وللطلبة أيضا أحلام يصبون إلى تحقيقها من خلال أفلامهم المعروضة، بينما يتجلى حلم المهرجان في الرقي بهذه التظاهرة السينمائية، والإبداعية التي تميز مدينة الدارالبيضاء إلى مستوى تطلعات منظميها، سيما أنها تستقطب شريحة كبيرة من الطلبة، والمهنيين، والسينمائيين، والنقاد، والمخرجين، والممثلين، ووسائل إعلام مختلفة من داخل وخارج المغرب. إلى جانب شعار المهرجان، فملصق هذه الدورة يرمز إلى الجنين كتعبير عن الأمل والحياة والحلم، وابتداء من الدورة المقبلة سيتم إجراء مسابقة لإنجاز أحسن ملصق، وهو الأمر الذي سيفتح الباب أمام العديد من الفنانين والمبدعين للحلم وإنجاز ما يحلمون به من أشكال إبداعية توازي بين ما هو سينمائي وإبداعي وتشكيلي والفني. ماذا يميز هذه الدورة عن سابقاتها وما هو رهانها؟ بالإضافة إلى فقرات البرنامج المتنوعة والمتباينة، ستعرف هذه النسخة، ولأول مرة توقيع اتفاقيات شراكة تهم الجانب السينمائي وبخاصة مع المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة، وزاكورة، والمركز الثقافي المصري، من أجل تعزيز مزيد من التواصل وتبادل الخبرات والتجارب ذات الاهتمام المشترك، وستشهد الدورة أيضا تقديم جوائز قيمة ضمنها جائزة(روتاري)، و(كازا فدا) للسلام والجائزة الكبرى التي تمنحها مؤسسة( أريكسون). إضافة إلى تكريم السينما الفلسطينية، من خلال عرض فيلم "ناجي العلي في حضن حنظلة" للمخرج الفلسطيني فايق جرادة، وكتابة الدكتور لحبيب ناصري. وبوناراما للأفلام الجديدة، وورش ولقاءات مفتوحة، تبرز في مجملها أحلام المهرجان ورهاناته الكبيرة للرقي بالمجال السينمائي، ومساعدة الطلبة المتخرجين كي يكونوا مبدعي الغد المتألقين. ما هي المقاييس في اختيار لجن تحكيم المهرجان؟ بالطبع فأعضاء لجان تحكيم هذه الدورة، تشتمل على مخرجين شباب معروفين، إذ يرأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية والكليب فيديو المنتج والمخرج اللبناني غسان غتيت. وتضم في عضويتها كل من رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بزاكورة عزيز الناصري، والإعلامية مليكة واليالي، ثم لجنة أفلام التحريك، التي يرأسها المخرج المصري شريف البنداري، وتضم كلا من الفنان بسطي صلاح الدين، والمخرج منجي عدنان، إضافة إلى لجنة الفيلم الروائي والتجريبي، ويرأسها المخرج الإسباني أوليفر لاكس، وتضم الممثلة المغربية فراح الفاسي، والناقد السينمائي حسن مجتهد. ما هو جديد الدورة السادسة التي اعتمدت شعار "الحق في الحلم"؟ تتميز الدورة بمشاركة مكثفة من طرف الطلبة الذين سيفدون عليها من دول عربية وأوربية كثيرة، فضلا عن انفتاحها على العديد من المعاهد الأوربية والمدارس المتخصصة في الفنون بشكل عام، وتشارك في هذه التظاهرة الطلابية أفلام لمخرجين فلسطينيين شباب، واستطاع المهرجان، انطلاقا من تجربته الفنية وجديته، أن يحصل على دعم من المركز السينمائي المغربي، وهو مؤشر مهم على ما تحظى به هذه التظاهرة، ودورها الكبير في تحقيق رهانات الطلبة، وخلق مزيد من الحوار والتواصل بين مختلف المهنيين، والطلبة والباحثين والسينمائيين. فالإكرهات المادية تأتي في مقدمة المشاكل، سيما أن مؤسسة (إركسيون) المدعم الرسمي السابق للمهرجان، لم تدعم هذه الدورة، مع شكرنا لمديرها المغربي، رشيد الشيهاني، على كل ما يبذله من جهود من أجل مد العون لكل التجارب والمبادرات الفنية والثقافية الجادة والفعالة، والذي سيكون رئيسا شرفيا للدورة. ويبقى مبلغ مائة ألف درهم الذي خصصه المركز السينمائي المغربي للمهرجان في إطار الدعم المخصص للمهرجانات، غير كاف لتغطية مصاريف الدورة، التي تحتاج إلى مصاريف إضافية أخرى لتمر فعاليات المهرجان في أحسن الظروف. ما هو تقييمك للدورات السابقة؟ بخصوص تقييم نتائج الدورات الخمس السابقة، بنت الجمعية لبنة لبنة هياكل هذا المهرجان، الذي يتقوى ويتطور ويعرف نجاحا من دورة إلى أخرى بجهود المتعاونين والشركاء، سواء كانوا عموميين أو خواصا، الذين احتضنوا هذا الفعل الإبداعي منذ ولادته الأولى. ويبقى همنا وهدفنا الأساسي هو تطوير جودة هذا الحدث الفني الطلابي، الفريد من نوعه والاستثنائي في الساحة الثقافية والفنية المغربية والأجنبية، من خلال استهداف أكبر عدد من الطلبة المبدعين، الذين سيصبحون لا محالة مخرجي الغد. موضوعيا يمكن القول إن المهرجان خطا خطوات مهمة إلى الأمام، بالنظر إلى قيمة حجم الدول المشاركة، إضافة إلى مصداقية عمله من حيث تشكيل خلية لتأطير المخرجين الشباب على المستوى التقني لإنتاج أفلام تستجيب للجمهور النوعي، الذي يرى ويلمس فيها جانبا من الاحترافية.