استعرض حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، قوة الحزب وجميع منظماته وروابطه واتحاداته العمالية، المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بمسيرة حاشدة، حسب تقدير المنظمين، انطلقت من شارع النصر بالرباط لتخليد العيد العمالي. وكشف شباط أن أعضاء النقابة والحزب قررا رفع الأعلام الوطنية في مسيرتهم العمالية للتعبير عن فرحهم بانتصار المغرب في قضيته الوطنية الأولى، وبإرسال رسائل تنبيه إلى من يهمه الأمر، في إشارة إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة. معلنا، في كلمته الافتتاحية لانطلاق مسيرة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن الحكومة ملزمة، "بعد المسيرة المليونية، التي نظمها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بالقيام بمراجعة برامجها الحكومية وبإعادة ترتيب أولوياتها، وبالقيام بوقفة تأملية تعيد الطمأنينة للنقابات والشغيلة المغربية". وطلب شباط، الذي انتقد وزراء الحكومة انتقادا لاذعا، من الحشود العمالية المشاركة في المسيرة قراءة الفاتحة على الحوار الاجتماعي، في إشارة إلى فشل الحكومة في عقده. وقال "إننا في حزب الاستقلال وفي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب مستعدون للدفاع عن كرامة المواطن وكرامة الوطن بكل ما أوتينا من قوة، وسنواجه كل ما يمكنه أن يهدد سلامة واستقرار الوطن". وأضاف نحن "كحركة نقابية سنواجه كل ما تأتي به الحكومة ضد الطبقة العاملة وضد الشعب المغربي، لأننا نتخوف من الانعكاسات السلبية لعدم تحقيق المطالب العمالية، والهجوم على القدرة الشرائية للمواطنين، وإثقال كاهل الطبقة الوسطى بالضرائب، والتفكير في الزيادة في الأسعار من أجل إصلاح صندوق المقاصة"، داعيا الحكومة إلى فهم معنى المشاركة في الإصلاح دون المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين. وكشف شباط أن حزب الاستقلال بعث بمذكرة ثانية إلى رئيس الحكومة تتضمن مجموعة من الحلول للأزمة الاقتصادية التي يعانيها الاقتصاد الوطني من أجل تمكن الحكومة من الرفع من الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 3000 درهم، والتعجيل بإصلاح صناديق التقاعد، والعناية بالمتقاعدين، وبمعالجة عادلة للنظام الضريبي، وبدعم ومساندة الشغالين، وبدعم المرأة العاملة وصيانة حقوقها وحمايتها من الاستغلال والتحرش، ومحاربة ظاهرة استغلال وتشغيل الأطفال، والعناية بالعمال المغاربة في الخارج، معتبرا أن حقوق الطبقة العاملة أصبحت مهددة نتيجة تراجع نمو الاقتصاد الوطني، وتوقف الاستثمار، وهشاشة النسيج الاجتماعي. وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال أن الطبقة العاملة أضحت، بناء على الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، التي مست الاقتصاد الوطني، تعاني مشاكل كثيرة مع الباطرونا تتمثل في عدم احترام أرباب المقاولات لقانون الشغل وشروط وتدبير تسريح العمال. من جهته، اعتبر محمد الكافي الشراط، الكاتب العام بالنيابة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، أن النقابة هي رأس الرمح الذي يواجه به حزب الاستقلال الحكومة، داعيا الحكومة إلى استخلاص العبر من المسيرة المليونية، التي شارك فيها الآلاف من الاستقلاليين. إذ طالب الكافي الشراط، من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الوفاء بالتزامات الحكومة السابقة، وبتنفيذ اتفاقات ومطالب النقابات المنصوص عليها في وثيقة الاتفاق الموقع عليها بين الحكومة والنقابات في إطار الحوار الاجتماعي، الذي عقدته الحكومة السابقة، التي كان يقودها القيادي الاستقلالي، عباس الفاسي. وأعلن الكافي الشراط رفض نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب كل مظاهر الفوضى، والارتجال، والديماغوجية، والشعبوية، التي تنهجها الحكومة الحالية، داعيا الحكومة إلى صرف النظر عن لجوئها لاتخاذ بعض التدابير الاستراتيجية بشكل أحادي الجانب دون استشارة كافة الفرقاء الاجتماعيين والسياسيين. وطالب عبد الإله بنكيران بالحفاظ على الحقوق الاجتماعية للطبقة الشغيلة، وبصرف النظر عن القيام بأي زيادة مستقبلية تمس القدرة الشرائية للمواطنين، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، دون استشارة الفرقاء السياسيين والاجتماعيين، مبرزا، في تصريح ل"المغربية"، أن النقابة وجميع المنظمات الموازية لحزب الاستقلال والروابط المهنية التي شاركت في المسيرة المليونية، عبرت بصوت جماعي عن توجسها من عدم الاطمئنان وانعدام الثقة في الحلول الحكومية الرامية إلى الخروج من الأزمة الاقتصادية.