مئات آلاف المواطنين و المواطنات الذين احتشدوا أول أمس الاربعاء في مسيرة « جهاد الكرامة » التي نظمها االاتحاد العام للشغالين بالمغرب والتي امتدت من بداية شارع النصر الى ملتقى الطرق بمحطة القطار الرباطالمدينة ، في إلتزام و مسؤولية و إنضباط وجهوا لمن يعنيه الأمر دروسا بليغة تعكس قدرة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب و حزب الاستقلال على تأطير و تعبئة الشعب المغربي بمختلف شرائحه و أطيافه لتحقيق مطالبه المشروعة . مسيرة الكرامة التي ستظل وقفة تاريخية مضيئة في تاريخ العمل النقابي الجاد و المسؤول و المنتج بنفس القدر الذي تعبر به عن الوعي الابداعي الجماعي لطاقات الحزب و نقابته تستنهض همم الشعب المغربي المتماهي مع مواقف الحزب و نقابته و محطاتهما النضالية المريرة دفاعا عن الكرامة و العدالة الاجتماعية . في مسيرة الرباط حضرت المرأة الاستقلالية بقوة و فعالية لترفع صوتها المحتج مطالبة بالمساواة ووقف التمييز و تفعيل الفصل 19 من الدستور . بمسيرة الكرامة توحدت شعارات الألاف المؤلفة من ممثلي القطاعات المهنية منادية بالعدالة الاجتماعية و العيش الكريم . في أكبر مسيرة عمالية تجوب وسط الرباط هتفت الجماهير بشعار الوحدة الترابية للمملكة غير القابل للمساومة و التجزيء ,في نفس المسيرة التاريخية نادى العمال و الأجراء و الموظفون بصيانة الحريات النقابي المصادرة و حذرت حناجره من مغبة العودة الى سياسة التقويم الهيكلي و التقشف و جددوا تمسكهم بأجرأة و تفعيل مقتضيات محضر 20 أبريل 2011 . ترددت الشعارات و المطالب لكن عشرات الأف المواطنين الذين غادروا بسلام و سلاسة شارع النصر كما حلوا به , أكدوا لمن يهمه الأمر أن مسيرة الكرامة بالرباط تعد نقطة تحول بارزة في تاريخ المغرب المعاصر و أنها تحمل من العبر و المغازي ما يدفع الحكومة الى مراجعة العديد من قراراتها و توجهاتها و يدفعها لتعبر فعليا أنها تتماهى مع مطالب الشعب المغربي في الكرامة و العزة و لا تضع نفسها في مواجهتها . المؤمل باسم الملايين الذين تتبعوا مسيرة النصرمن شتى أنحاء المغرب أن تكون الرسالة قد وصلت صافية شفافة و غير مشوشة. كان الحضور لافتاً لوفد قيادي من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وآخر من التجمع الوطني للأحرار ، و النقابي دومينيك كوبيو نائب رئيس نقابة { cst ] من بلجيكا، إلى جانب أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، وقيادة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ووزراء الحزب، ووجوه بارزة في الحزب والنقابة، ومناضلين من مختلف أنحاء المغرب. وتجاوبت الجماهير مع الكلمة الهامة التي ألقاها الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط والتي جدد فيها التأكيد على أن المس بالقدرة الشرائية للمواطنين خط أحمر لا يمكن السماح بتجاوزه تحت أي ذريعة كانت . وشدد الأخ محمد كافي الشراط منسق التسيير الجماعي للاتحاد العام للشغالين على الدعوة لوحدة الجبهة العمالية، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للطبقة الشغيلة . وأجمعت معظم الآراء التي تم استقاؤها من عين المكان على اعتبار مسيرة هذه السنة الأضخم من نوعها في تاريخ المغرب. وشددت الشعارات التي صدحت بها حناجر ممثلي مختلف القطاعات المهنية والعمالية على مطالبة الحكومة باحترام مقتضيات 26 أبريل 2011 وأجرأتها مع مأسسة الحوار الاجتماعي، رافضة أن تبقى رهينة سياسة التقشف التي تلوح بها الحكومة. وجددت الجماهير العمالية تأكيدها على الصمود من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية للمملكة، وكان لافتا للنظر الرايات والتي رفعها المئات من ممثلي الأقاليم الجنوبية في مسيرة الرباط .