ينتظر أن يصوت مجلس الأمن على قرار تمديد مهمة بعثة "المينورسو" لسنة إضافية لمراقبة وقف إطلاق النار وحفظ السلام ومراقبة التحركات العسكرية في المنطقة، التي تشرف على مراقبتها دون أن تضاف لها أي مهمة جديدة تختص بمراقبة وضع حقوق الإنسان. تأكد رسميا، كما سبق أن أشارت إليه "المغربية" في عددها الصادر أول أمس (الثلاثاء)، سحب الولاياتالمتحدةالأمريكية لمقترحها الرامي إلى توسيع مهمة "المينورسو" في الصحراء المغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، بفضل ضغط مجموعة أصدقاء الصحراء المغربية، والتي تضم كلا من فرنسا وروسيا وبريطانيا وإسبانيا. إذ أفاد مصدر دبلوماسي، فضل عدم ذكر اسمه في تصريح ل "المغربية"، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قبلت أخيرا بالتراجع عن توصيتها الخاصة بتوسيع صلاحيات "المينورسو". وكشف الدبلوماسي المغربي أن مناقشات مجلس الأمن انصبت أمس (الأربعاء) بنيويورك حول إمكانية التوصل إلى صيغة توافقية تختص بوضع حقوق الإنسان، بهدف تضمينها في التقرير النهائي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيطرح للتصويت اليوم (الخميس). وأبرز أن المفاوضات المكثفة التي قادها المغرب داخل الأممالمتحدة، وفي كبريات العواصم العالمية، مكنت من ترجيح كفة الموقف المغربي٬ وهو الموقف الذي حظي بتجاوب على أعلى مستوى بالولاياتالمتحدةالأمريكية وبين أعضاء مجلس الأمن المالكين لحق النقض "الفيتو". وعلمت "المغربية" أن التعبئة الحاشدة لمختلف شرائح المجتمع المغربي وكل تنظيماته السياسية، والحقوقية، والنقابية، والنسائية، والشبابية، فاجأت أغلب التمثيليات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب. إذ أبان المغاربة للعالم عن تمسكهم المستميت بسيادتهم الوطنية على أراضيهم. وفي السياق ذاته، دعت الشبيبات الحزبية لأحزاب العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والعهد، والحزب الاشتراكي، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى، والاشتراكي الموحد، والاتحاد الدستوري، سفراء دول الأعضاء بمجلس الأمن إلى حضور لقاء تعبوي رفعوا فيه شعار "قف ... سيادتنا". كما عبروا فيه عن مواقفهم الثابتة بخصوص القضية الوطنية الأولى بالنسبة إلى كل المغاربة. وقال هشام رحيل، منسق لقاء التنظيمات الشبابية الحزبية، ل"المغربية": إننا "كشبيبات لمختلف الأحزاب السياسية المغربية، في الأغلبية والمعارضة، قلنا للعالم بصوت واحد، قف سيادتنا". ووجه دعوة الشبيبات إلى كل أنصار حقوق الإنسان في العالم من أجل الاهتمام بأوضاع الصحراويين المحاصرين في تيندوف الذين يعيشون أوضاعا مأساوية ويعانون القمع والتعذيب في مخيمات هي أشبه بسجن كبير للعديد من الصحراويين المحتجزين. كما طالب منسق الشبيبات مجلس الأمن بالضغط على الجزائر والبوليساريو من أجل تمكين المفوضية السامية للاجئين بإجراء إحصاء دقيق للمحتجزين وأخذ آرائهم حول العودة إلى أحضان وطنهم الأم. وتباحثت الشبيبات الحزبية، في اللقاء ذاته، سبل الرد على مقترح توسيع مهمة "المينورسو" لتشمل مهمة حقوق الإنسان، باعتباره مقترحا يمس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ويشكل انتهاكا خطيرا لمسار تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي يتوقف نجاحه على اعتماد روح التوافق وليس اللجوء إلى منطق الإملاءات والمبادرات الأحادية. كما بعثوا إلى بان كي مون، الأمين العام للأم المتحدة، وباقي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، رسالة تنبيه للمخاطر الأمنية، التي يمكن أن تنجم عن توسيع صلاحيات بعثة "المينورسو".